تعرض معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن اليوم، الخميس 9 شباط، لقصف من قبل قوات الأسد، وسط أنباء عن نية النظام بدء هجومٍ عسكري باتجاهه قريبًا.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن المعبر تعرض، صباح اليوم، لقصف ببرميل متفجرة، مؤكدًا جرح مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، أحدهم بحالة “خطرة”.
ونقل الإعلامي السوري موسى العمر، عبر حسابه في “تويتر”، اليوم، عن مصادر عسكرية “خاصة” قولها، إن النظام سيبدأ عملية عسكرية بالتنسيق مع روسيا، ودول إقليمية للسيطرة على معبر نصيب الاستراتيجي، والشريط الحدودي مع الأردن.
مصادر خاصة : عملية عسكرية مرتقبة لقوات النظام بالتنسيق مع روسيا و دول إقليمية للسيطرة على معبر نصيب الاستراتيجي والشريط الحدودي مع الأردن..
— موسى العمر (@MousaAlomar) February 9, 2017
ما إمكانية بدء المعركة ونجاحها
تبدو الأمور معقدة في المنطقة الخاضعة لسيطرة “الجيش الحر” في درعا، منذ عام 2015، حيث لم تسمح الأردن بتحكم الفصائل بالمعبر، وأغلقته بشكل نهائي بعد شكاوي عن سرقات تجري عبره.
مصدر مطلع (رفض كشف اسمه) تحدث إلى عنب بلدي، وقال إنه من الصعب تقدم النظام باتجاه المعبر، “وحتى في حال استطاع الوصول إليه فالطريق لن يكون آمنًا إلى الأوتستراد الدولي”.
طريق وحيد من السويداء، وهي المنطقة الأسهل لبدء المعركة باتجاه المعبر منها، يمكن أن يستخدمه النظام للوصول إلى المعبر، إلا أنه مرصود لأكثر من 30 كيلومترًا من قبل “الجيش الحر” (يقع على الشريط الحدودي مع الأردن)، ما يجعله مقطوعًا فعليًا، وفق مصادر عنب بلدي.
وكانت قوات الأسد انسحبت من هذا الطريق، لدى سيطرة المعارضة على المعبر، وعادت باتجاه السويداء.
وذكر المصدر أن “سريتي عمان والندى التابعتين للنظام، وكانتا قرب الشريط الحدودي، انسحبتا إلى السويداء حين تحرير المعبر”.
طريق آخر باتجاه المعبر
طريق آخر يمكن أن يسلكه النظام، في حال صحّت أنباء العملية العسكرية، ويكمن في استعادة بلدات النعيمة وصيدا وأم المياذن ونصيب، إضافة إلى إخضاع سجن غرز وصوامع الحبوب لسيطرته.
ويعتبر ناشطو المنطقة أن فتح هذا المحور يعني معركة واسعةً ومكلفةً في كامل ريف درعا الشرقي.
بينما استبعد آخرون العملية العسكرية لأن النظام لو أراد فتح معركة انطلاقًا من السويداء، لكان من السهل عليه فتح معبر جديد من السويداء مع الأردن، دون دخول معارك غير معروفة النتائج.
ما موقف الأردن؟
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، الفريق الركن، محمود فريحات، كشف في 30 كانون الأوّل، عن وجود علاقات تربط المملكة الأردنية، والنظام السوري، على المستوى العسكري، من خلال “ضباط ارتباط”، الأمر الذي أرجعه إلى أهمية محاربة “التنظيمات الإرهابية”.
وخلال مقابلة، هي الأولى من نوعها، أجراها فريحات مع قناة “بي بي سي عربي”، اعتبر الفريق الركن أنّ إعادة فتح المعابر الحدودية بين الأردن وسوريا، لا يمكن أن يتم إلّا بعد سيطرة “الجيش النظامي” على منطقة درعا، لتأمين طريق دمشق من “الجيوب الإرهابية”.
وأضاف أنّ الجيش الأردني يقوم بدور مضاعف على طول الحدود الشمالية الشرقية نظرًا لغياب الجيش النظامي عن الجهة المقابلة وهو ما يفرض على الجانب الأردني تأمين الحدود من الجهتين.
وشهد عام 2015 إغلاق آخر المعابر البرية بين سوريا والأردن، بعد أن سيطرت قوات المعارضة السورية على معبر نصيب- جابر، فيما كان معبر الجمرك، أغلق عام 2014.