فشلت قوات الأسد والميليشيات الرديفة مرة أخرى في محاولات اقتحام الغوطة الشرقية لريف دمشق من ثلاثة محاور رئيسية، ومنيت بخسائر بشرية تعتبر الأكبر خلال العام الجاري.
ثلاثة اقتحامات فاشلة
منذ مطلع العام الجاري، وقوات الأسد مع الميليشيات الرديفة، تحاول اقتحام الغوطة من محاور: “ميدعاني”، طريق دمشق- حمص، وقرية “حوش نصري”، فأحرزت تقدمًا من محور “ميدعاني” وباتت على أبواب حزرما.
خلال شباط استأنفت قوات الأسد هجماتها، وحاولت اقتحام حزرما والنشابية، لكنها اصطدمت بدفاعات “جيش الإسلام”، المرابط على المحاور الثلاثة سابقة الذكر.
صباح أمس، الثلاثاء 7 شباط، شنت قوات الأسد والميليشيات الرديفة هجومًا هو الأكبر منذ العام الجاري على المحاور الثلاثة، سبقه تمهيد مدفعي وصاروخي واسع، أدى إلى إنجاز القوات المهاجمة تقدمًا ملحوظًا على جبهة “ميدعاني”.
لكن وخلال ساعات، نجحت فصائل المعارضة في استعادة المناطق التي خسرتها، إثر هجوم معاكس أدى إلى خسائر بشرية ومادية في صفوف القوات المقتحمة، بحسب تصريح قيادي عسكري في “جيش الإسلام” فضّل عدم ذكر اسمه.
تعاون بين الفصائل
لم يكن مقاتلو “جيش الإسلام” وحدهم أمام الهجوم الأخير، بل ساندهم مقاتلو “حركة أحرار الشام الإسلامية”، واستعادوا معًا المناطق التي تقدمت إليها قوات الأسد في محور ميدعاني.
وكان حمزة بيرقدار، المتحدث باسم أركان “جيش الإسلام”، أوضح في وقت سابق لعنب بلدي أن الغوطة اليوم بدأت تشهد عودة التعاون بين فصائلها، ولا سيما “الجيش” و”فيلق الرحمن”.
ويعزو ناشطون في الغوطة، أبرز أسباب تقدم قوات الأسد في منطقة المرج العام الفائت، إلى حالة الصدام والمواجهات بين الفصيلين، وحالة التوتر التي استمرت نحو ستة أشهر.
خسائر بشرية للقوات المقتحمة
نحو 30 قتيلًا لقوات الأسد، سقطوا في الهجوم الأخير، بحسب القيادي في “جيش الإسلام”، ولا سيما في مواجهات محور “حوش نصري”، عدا عن تدمير دبابتين ومدرعة وجرافة عسكرية.
صفحات موالية للنظام السوري عبر “فيس بوك”، نعت أمس عشرة مقاتلين بينهم ضابط في قوات الأسد، سقطوا جميعًا في الغوطة الشرقية، معظمهم من محافظتي طرطوس واللاذقية.
نجحت قوات الأسد خلال العام الفائت بفرض سيطرتها على قطاعات واسعة في الغوطة الشرقية، وتسعى لتضييق الخناق على مدنها الرئيسية، ولا سيما دوما وعربين وزملكا، رغم قرار وقف إطلاق النار أواخر كانون الأول الماضي.
–