عيد الأضحى
عنب بلدي – العدد 86– الأحد 13-10-2013
ثمان وستون يومًا، وأكثر من ستة آلاف شهيد بين موت بالرصاص، والقذائف، وتحت التعذيب، واختناقًا بغاز سام… غدت مجرد أرقام تفصل بين أول أيام عيد الفطر الماضي، وبين بعد غد أول أيام عيد الأضحى. إذ يبدو أن تراكم الآلام المنهالة علينا حجّر إنسانيتنا، فلم نعر من اهتمامنا لأي من هذه الأرقام سوى ثوان من الصدمة، أو الدعاء بالرحمة، أو لضغط زر «أعجبني» على إحدى الصفحات «المخلدة» لهذه الأرقام، أو المنددة بقاتلها؛ أيام حملت ذكرى مجزرة داريا، ومجزرة الغوطة الأشد قساوة، وبينهما مجازر لم نعد نقف حتى لذكرها، فقد هانت علينا أمام غيرها ما عظم. ولربما صدق من قال أن موت نسان واحد مأساة، بينما موت الآلاف مجرد إحصائية.
يومان ويطل عيد جديد هو السادس في هذه الثورة، عيد الأضحى الذي يحمل معان أسمى ما يكون في الرقي الحضاري والإنساني، ونحن أبعد ما يكون عنها، فالتضحية المتوقعة منّا في هذا العيد، ومن أجل هذه الثورة، تضحية في سبيل الحق والبشرية والمبدأ، لا تضحية بهم في سبيل مصلحة؛ تضحية تنطوي على إنكار الذات لا إنكار الإنسانية؛ تضحية تصون إنسانيتنا وتضمن حقوقها وتحرّم وتجرّم انتهاكها، لا تضحية تعيدنا قرونًا إلى الوراء، إلى يوم كان خيرة الأبطال وأجمل العذراوات يقدمون قرابين بشرية إرضاءً للسلاطين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :