عنب بلدي – العدد 86– الأحد 13-10-2013
فبعد أيام من الاشتباكات العنيفة على أبواب الذيابيبة في ريف دمشق تحت غطاء من القصف المدفعي المستمر من قبل قوات الأسد، اقتحم مقاتلون لحزب الله اللبناني ولواء أبي الفضل العباس العراقي بلدتي الذيابية والحسينية جنوب دمشق صباح الجمعة 11 تشرين الأول بعد قرابة عام من إحكام الجيش الحر عليها، ونفذت مجزرة بحق 130 مدنيًا «أعدموا ميدانيًا أو ذبحوا» حسب تصريحات المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي المقداد، الذي أشار إلى أن أوامر قتل السوريين تأتي من طهران، بينما نقلت وكالة رويترز عن الناشط في مركز الإعلام السوري رامي السيد قوله إن 20 من القتلى قضوا على أيدي قناصة أثناء محاولتهم الهروب من الذهيبية عبر الحقول المحيطة.
وأضاف السيد إن الكتائب المقاتلة الثلاث – وهي أحفاد الرسول والأمة وأكناف البيت المقدسي المكونة من لاجئين فلسطينيين بشكل أساسي- التي كانت تقاتل في الذهيبية والحسينية طلبت العون من كتائب أخرى في الغوطة الشرقية لكنها «خذلت»، مؤكدًا أن «ان خسارة الضاحيتين يعود بشكل رئيسي لانعدام التنسيق والتردد في مد يد العون للمدافعين» عنهما.
ونقل موقع العربية نت عن شهود عيان وناجين من المجزرة بأن مقاتلي المليشيات التي اقتحمت البلدة كانوا يرددون هتافات مذهبية على غرار «لبيك يا حسين، يا قاتلي الحسين، لبيك يا زينب»، كما قاموا بإحراق عدد من البيوت واعتقالات بأعداد كبيرة من النساء والأطفال.
وكان ناشطون أكدوا أن مقاتلي المليشيات الشيعية سيطروا أيضًا خلال الأسبوع على بلدة الشيخ عمر التي تقع بالقرب من السيدة زينب بين طريقين سريعين يؤديان إلى الجنوب من دمشق ولهما أهمية حاسمة في إمداد قوات الأسد في محافظتي درعا والسويداء.
الجيش الحر أعلن بدوره استعادته لأجزاء تقدمت فيها المليشيات لكن المعارك مازالت متواصلة بشكل عنيف، وجاء في بيان للحر أنه «صد هجوم القوات النظامية المدعومة بعناصر حزب الله ولواء أبو الفضل العباس وإيقاف تقدمهم واغتنام عربة (بي ام بي) وقتل العديد منهم».
كما استهدف الحر يوم الخميس بلدة السيدة زينب –التي ينطلق منها مقاتلو المليشيات مدّعين الدفاع عن المزارات الشيعية فيها- بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة، لكن الهجوم لم يسفر عن تقدمٍ داخل البلدة.
وردًا على الحصار الخانق الذي يفرضه الأسد على جنوب دمشق أنذرت الألوية والكتائب العاملة في جنوب دمشق في بيان لها بأنها ستمطر «سماء دمشق بالصواريخ وقذائف الهاون»، وطالب البيان من المواطنين إخلاء المناطق السكنية المحيطة بالأفرع الأمنية وتجمعات الشبيحة.
يذكر أن مناطق دمشق الجنوبية تعيش حالة إنسانية صعبة جدًا، إذ شكلت قوات الأسد طوقًا حولها منذ أكثر من 6 أشهر يمنع إدخال المواد الغذائية والتجهيزات الطبية، في ظل قصف متواصل بالصواريخ وانقطاع تام للتيار الكهربائي ومقومات الحياة الأساسية.