وثقت منظمة “العفو الدولية” في تقرير نشرته صباح اليوم، الثلاثاء 7 شباط، إعدامات جماعية بطرق مختلفة نفذها النظام السوري، بحق المعتقلين في سجن صيدنايا.
وفي تقرير تحت عنوان “المسلخ البشري”، ذكرت المنظمة أن إعدامات جماعية شنقًا، نفذها النظام بحق 13 ألف معتقل، أغلبيتهم من المدنيين المعارضين، بين عامي 2011 و 2015.
الإعدامات جرت أسبوعيًا أو ربما مرتين في الأسبوع، وفق “العفو الدولية”، التي وصفت الإعدامات بأنها “سرية”، واقتيدت خلالها مجموعات تضم أحيانًا 50 شخصًا، إلى خارج زنزاناتهم، وشنقوا حتى الموت.
استند تقرير المنظمة، الذي جاء في 52 صفحة، إلى تحقيق معمق أجرته على مدار عام كامل، كما ذكرت، وتضمن مقابلات وشهادات لـ84 شخصًا، بينهم حراس سابقون في السجن، ومسؤولون ومعتقلون وقضاة ومحامون، إضافة إلى خبراء محليين ودوليين.
ووفق شهادات الحراس فإن السجناء “اقتيدوا خارج زنزاناتهم، وخضعوا لمحاكمات عشوائية، إلى أن شنقوا في منتصف الليل بسرية تامة، وكانوا طوال العملية معصوبي العينين”.
ونقلت “العفو الدولية” عن قاضٍ سابق شهد الإعدامات قوله “كانوا يبقونهم معلقين هناك لمدة عشرة إلى 15 دقيقة، بينما كان مساعدو الضباط يشدون صغار السن منهم، ووزنهم أخف، ويحطمون أعناقهم”.
المنظمة اعتبرت في تقريرها أن الممارسات السابقة “ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، مؤكدة أنها “مستمرة على الأرجح في السجون داخل سوريا”.
نقلًا عن شهود
نقلت المنظمة مشاهدات على لسان شهود، وسمّت أحدهم سمير، الذي قال “لا أدري ما هو المصطلح المناسب الذي يصلح لوصف ما شاهدته هناك، فقد اعتاد الحراس أن يأمروا الجميع بخلع ملابسهم والتوجه إلى دورة المياه، ثم ينتقوا أحد الشباب من ذوي البنية الجسمانية الصغيرة، أو من هم أحدث سنًا من غيرهم، أو أصحاب البشرة الفاتحة، ثم يأمروا أحد السجناء الأكبر سنًا باغتصابه”.
أحد المخلى سبيلهم قال للمنظمة إن ما شاهده في صيدنايا لم يشاهده في أي مكان، “ولا حتى في مضايا التي حوصر سكانها منذ حزيران 2015 ، فقد خرجت من السجن أزن 50 كيلوغرامًا، بعد أن خسرت 40 كيلوغرامًا منذ لحظة اعتقالي وكنا نعاني جميعًا من الأمراض والجوع”.
شاهد آخر تحدث عن دخول السجناء الجدد، “يمارس الجنود طقوس الضيافة مع كل مجموعة جديدة ويستخدمون مختلف الأدوات في الضرب من الأسلاك الكهربائية، والخراطيم البلاستيكية والقضبان المعدنية، كما استحدثوا (حزام الدبابة)، وهو أداة مصنوعة من إطار سيارة قطع إلى شرائط طولية، ويحدث صوتًا يشبه فرقعة انفجار صغير”.
ووجهت المنظمة الاتهام إلى النظام واصفة سجن صيدنايا العسكري بأنه “المكان الذي تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء”.
وكانت “العفو الدولية”، وثقت آب الماضي مقتل 17723 معتقلًا، أثناء احتجازهم في سجون النظام السوري، ما بين آذار 2011 وكانون الأول 2015، أي بمعدل 300 معتقل كل شهر.
وتحدثت المنظمة حينها عن “روايات مرعبة” حول التعذيب، وتعدّدت طرقه داخل أروقة السجون، فمنها السلق بالمياه الساخنة وصولًا إلى الضرب حتى الموت.
وتتكرر التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية بشكل دوري، وتوثق جميعها أوضاعًا سيئة يعيشها المعتقلون، في ظل نقص الطعام والدواء، والشروط الصحية داخل المعتقلات.
وهذا ما ظهر في 50 ألف صورة لجثث معتقلين في سجون النظام السوري، والتي سرّبها “قيصر” المنشق عن الشرطة العسكرية، وظهر عليها أشد أنواع التعذيب.
–