سوريات ترفضن “التحرش” في مصر
تنتشر ظاهرة التحرش بالسوريات على نطاق واسع في مصر، ولبنان، وسط محاولات لاستغلال ظروفهن وعدم قدرتهنّ على الإفصاح وفضح المعتدين.
وذكر موقع “DW” الألماني، أمس 4 شباط، قصة روان النابولسي، وهي فتاة سورية تعرضت للتحرش في مصر، وتحدثت عن موقفها تجاه هذا الاستغلال بدلًا من الاحتفاظ بالصمت.
ظاهرة منتشرة والقانون خارج التغطية
وقالت النابولسي إنها تتعرض للتحرش الجنسي بشكل يومي، وقد كانت متخوفة من ذلك قبل مجيئها إلى القاهرة.
وأضافت “كنا نسمع أن مصر بلد التحرش، وكنت أتخيل أنني سأقضي عمري في المنزل خوفًا من الاعتداء”.
وعندما قدمت للعيش في مصر حدث ما كانت تتوقعه، حيث تعرضت لأشكال التحرش سواء الفظي أو الجسدي.
وتحكي النابولسي عن الموقف الأغرب، عندما تحرش بها رجل مسن، ثم عرض عليها الزواج، وهو ما فسّرته بأنها سورية وجميلة، الأمر الذي يستغله بعض المصريين.
اختارت النابولسي لمواجهة التحرش، أنشطة تطوعية والحديث عن تجاربها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، للخروج عن الصمت الذي يلزم السوريات.
وعن إمكانية مواجهة التحرش بالقانون، تقول إنها بالفعل حاولت اللجوء للقانون خاصة مع زيادة التحرش، ولكن المحامي طالبها بمبالغ كبيرة، ما جعلها تصرف نظر عن التوجه القانوني.
وقالت فتاة أخرى سورية تعمل في أحد المحلات التجارية في مصر، إن التحرش بات أمرًا معتادًا في حياتها، لتعيش جحيم آخر غير جحيم الحرب.
وتعرضت الفتاة لمضايقات عديدة في العمل، لكنها تكيفت مع هذه المشكلة حتى تستطيع العيش في مصر، وفق قولها.
وعن أسباب خوفها من فضح المشكلة تقول “أهلي نصحوني بعدم الحديث عن أي مشاكل تعترضني، لأن حياتنا غير مستقرة ولا نستطيع الانتقال إلى دولة أخرى”.
وفي لبنان تغيب الثقة
وكانت منظمة “هيومان رايتس ووتش”، الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وثقّت تعرض نساء سوريات لجأن إلى لبنان هربًا إلى التحرش الجنسي، عام 2013.
معظم الأحيان يكون التحرش من قبل أشخاص تعمل النساء لديهم، أو من أصحاب منازل يقطنّ فيها، أو من أفراد في جمعيات خيرية.
وأوردت المنظمة، في تقرير سابق، أن لديها شهادات من 122 امرأة، يؤكدن أنهنّ تعرضن لتحرش وملاحقات وضغوط للقيام بعلاقات جنسية.
وقالت النساء المعنيات، إنهن لم يتقدمن بشكوى، لعدم ثقتهن بأن السلطات المحلية ستقدم على أي شيء إزاء هذا الوضع، ولخوفهن من الاعتقال لأنهن لا يملكن أوراقًا ثبوتية.
وأجرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالاشتراك مع برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، تقييمًا للاجئين السوريين عام 2013.
وجاء فيه أن حالات التحرش الشديد وممارسة الجنس للبقاء على قيد الحياة والزواج القسري، أمور مثيرة للقلق ومتعلقة بالحماية التي تواجه المجتمع بجانب العنف، والتهديدات الأمنية، وتدهور سبل العيش.
مظاهرة في مصر
وخرجت “منظمة المرأة العربية”، إحدى منظمات جامعة الدول العربية، بالتعاون مع وحدة مناهضة العنف والتحرش ضد المرأة بجامعة القاهرة، مسيرة في أول شباط الجاري.
وهدفت المسيرة لدعم دور المرأة في التضامن العربي، مع قضايا النازحات واللاجئات في المنطقة، وأهمية العمل على وضع حد لهذه الأزمة الإنسانية.
وبدأت المسيرة بعرض موسيقى حيث اصطف شباب في صفوف منظمة، وطافوا حول قبة جامعة القاهرة.
وجاءت هذه المسيرة تزامنًا مع يوم المرأة العالمي الذي يوافق الأول من شباط لكل عام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :