استقطاب لفصائل من الطرفين وتحذيرات من صدام عسكري
تجييش لقطبيين عسكريين في الشمال السوري
لم يكن الاندماج الأخير بين عدة فصائل من المعارضة مع جبهة “فتح الشام” تحت مسمى “هيئة تحرير الشام” عاديًا كأي اندماج آخر، بل فتح بابًا لـ”التجييش” و”التخوين” المتبادل بين “مناصري” الاندماج الجديد، والمؤيدين للفصائل الأخرى الرافضة للانضواء في أي تشكيل عسكري “يحمل فكرًا جهاديًا يحرف مسار الثورة السورية”.
في 28 كانون الثاني الماضي أعلنت خمسة فصائل مقاتلة في الشمال السوري، اندماجها تحت مسمى “هيئة تحرير الشام”، أبرزهم “جبهة فتح الشام” و”حركة نور الدين زنكي”، بقيادة القيادي في “حركة أحرار الشام الإسلامية” هاشم الشيخ، لتعلن عشرات الفصائل والفرق اندماجها معها على مدى الأيام القليلة الماضية.
مظاهرات إدلب “شاهت وأفلحت“
عرف يوم الجمعة في سوريا منذ 2011 بـ”قدسيته” لدى الثورة السورية، إذ نادى فيه السوريون على مدار ست سنوات مضت بالحرية، والخلاص من ظلم النظام السوري، وإيقاف المجازر اليومية بحق النساء والأطفال.
إلا أن جمعة 3 شباط اختلفت اختلافًا جذريًا عن نظيراتها في مناطق ومدن الشمال السوري، إذ رُفعت لافتات هللت بشخصيات تتبع لـ”هيئة تحرير الشام”، من بينها صورة هاشم الشيخ أبو جابر، و”حطت من قدر” شخصيات أخرى في المعارضة السورية، كمحمد علوش رئيس وفد المعارضة إلى أستانة.
اللافتات المرفوعة احتوت صور “أبو جابر”، زعيم التشكيل الجديد، في بعض بلدات وقرى إدلب، مرفقة بعبارة “أفلحت الوجوه”، كما احتوت إحداها على صورة ممثل وفد الفصائل في أستانة محمد علوش، وفوقها عبارة “شاهت الوجوه”.
ناشطون ومثقفون سوريون، انتقدوا رفع صور هاشم الشيخ (أبو جابر) في المظاهرات الداعمة لـ “تحرير الشام” في محافظة إدلب، واعتبروها “نكوصًا عن مبادئ الثورة”، خاصة مع مطالبة موالي التشكيل الجديد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة الخروج في مظاهرات عنوانها “هيئة تحرير الشام تمثلني”.
على الجانب الآخر لم تكن المظاهرات فقط مناصرة للهيئة، بل خرج الأهالي في ريف دمشق ومناطق أخرى في الشمال السوري في مدن ريف حلب الشمالي بمظاهرات، أسمتها تنسيقيات الثورة بـ “لا مكان للقاعدة في سوريا”، في إشارة إلى “جبهة فتح الشام” والتنظيمات الجهادية الأخرى، والتي باتت ضمن “هيئة تحرير الشام”.
خطاب “لاذع” من “أحرار الشام” ردًا على الانشقاقات
الفترة التي تبعت الإعلان عن التشكيل الجديد، لم تخل من البيانات المتتالية من الفرق والفصائل “الصغيرة” التي انضوت غالبيتها سابقًا ضمن حركة “أحرار الشام الإسلامية”.
الحركة انتقدت الداعية السعودي عبد الله المحيسني، الجمعة 3 شباط، متهمة إياه بترويج معلومات مغلوطة حول انضمام غالبية فصائل الحركة إلى “هيئة تحرير الشام”.
وقال أحمد قرة علي، المتحدث الرسمي باسم الحركة، إن شرعي “تحرير الشام”، المحيسني، يروج معلومات “مغلوطة” حول انضمام “أغلبية أحرار الشام للهيئة.
ودعا قرة علي، في رسالة إلكترونية أرسلها لعنب بلدي، الداعية المحيسني لـ “التوقف عن زيارة مقرات الكتائب التابعة للحركة بهدف إقناعها بالانشقاق”.
وأعلن المحيسني مع شرعيين في الشمال السوري، انضمامه إلى “هيئة تحرير الشام”، في 27 كانون الثاني الماضي، بعد يوم واحد من إعلان تأسيسها.
وردًا على انتقاد الحركة أكد المحيسني أنه “لم يزر منذ تشكيل الهيئة أي مقر للأحرار سوى المقر الأول، مقر القائد العسكري أبي المنذر بدعوة منه لوليمة خاصة وللاطمئنان على صحته بعد حادث أصابه”.
أما “الزيارة الثانية لأبي البراء، وهو رجل عرفت حرصه على جمع الكلمة” إذ كانت الزيارة بحسب المحيسني “للتشاور في سبيل جمع الحركة والهيئة باندماج يجمع الساحة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :