قرآن من أجل الثّورة 86
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
الإنجازات والواجبات
الإنجاز هو من أكثر الأمور المفسدة للشخص. رأيت الناس تعمل بجد وإخلاص حتى إذا أثمر عملها احتكرت عملية إنتاج الثمار وإعطائها وكأنها علامة مسجلة له وحقوق طبع محفوظة لمؤسسته. لسان حاله يقول إنما أوتيته على جهد وعلم مني، لكنه هذه المرة مغطى بعباءة الإخلاص والعطاء والجهاد في سبيل الله. احتكار للجهاد للاحتفاظ بالمكانة والتميز! العاصم يكمن في هامش الأمان بين الواجب والإنجاز، إذا تأخر الإنجاز عن الواجب بقي القلب مكسورًا متواضعًا. {يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} (سورة المؤمنون، 60). أما إذا كان الحال معكوسًا حصل العجب والاستكثار والمنّ {وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} (سورة المدثر، 6). تكون الواجبات متقدمة على الإنجازات بإبصار نعم الله عليك والنظر |إليها كمسؤولية ستسأل عنها بتفصيل مخيف (عن كل قرش كما يقولون)، وإذا داهمك العجب والرغبة بالمنّ فـ {لِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} (سورة المدثر، 7) {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} (سورة المدثر، 8-10).
سجون الإنجازات
قابلت أناسًا جعلوا من صدورهم سجونًا لأسرارهم وإنجازاتهم وأعمالهم، ظنًا منهم أنهم يحمونها من الضياع ومن استيلاء الآخرين عليها وسرقتها منهم، لكنهم ماتوا وبقيت أعمالهم لمن بعدهم. أما هم فوجدوا أنفسهم في الآخرة مطوقين بأسوار السجن الذي بنوه في الدنيا، ولله ميراث السماوات والأرض. {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (سورة آل عمران، 180)
قوّامين بالقسط
لو اتبع الناس في نقد أنفسهم ومن يحبّون نفس المنهج الذي يتبعونه في نقد أعدائهم لكانت الدنيا بألف خير! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} (سورة النساء، 135).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :