قالت مصادر تركية إن “وجهات النظر بين تركيا وممثلي المعارضة السورية تطابقت حيال ضرورة عدم مشاركة ما وصفتها بـ “المعارضة المزعومة المفصومة عن الواقع، التي تعمل ضد وحدة التراب السوري”، في جنيف المقبل.
واجتمعت شخصيات من المعارضة السورية وقادة الفصائل العسكرية، مع وزارة الخارجية التركية، في أنقرة، اليوم، من أجل التباحث بالشأن الفترة المقبلة ما قبل اجتماع جنيف.
وأضافت المصادر لوكالة “الأناضول” التركية، اليوم، الجمعة 3 شباط، أن الاجتماع الذي عقد اليوم في مقر الخارجية التركية، بمشاركة ممثلي الجناحين السياسي والعسكري للمعارضة السورية، تناول نتائج اجتماع أستانة، الذي استضافته العاصمة الكازاخستانية في 23 كانون الثاني الماضي.
وتحدثت عنب بلدي صباح اليوم مع رئيس المكتب السياسي في تجمع “فاستقم كما أمرت”، زكريا ملاحفجي، وأوضح أن “الاجتماع سيتناول طرحين، الأول معني بمحادثات أستانة السابقة التي تحدثت عن دخول المراقبين إلى سوريا”.
أما الثاني فهو محادثات جنيف، فـ “قبل الذهاب إلى الاجتماع سيتم النقاش عن الأوضاع التي آلت إليها منطقة وادي بردى في الأيام القليلة الماضية، وعدم التزام النظام السوري بالاتفاق الخاص الذي تم الحديث عنه”.
وأوضحت المصادر أن المجتمعين بحثوا ملفات متعلقة بعمل الآلية الثلاثية بين روسيا، وتركيا، وإيران، التي أقرت في أستانة، لمراقبة وقف إطلاق النار على الأراضي السورية.
وأكد الاجتماع على عدم إمكانية القبول بسيطرة النظام على أراض جديدة، من خلال انتهاكاته لوقف اطلاق النار.
وشدد على ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي، رقم “2254” الذي ينص على الانتقال السياسي، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات على التوالي، ورفض الدعوات لإقامة مناطق فدرالية، أو ذاتية الحكم.
وعُقدت محادثات أستانة في 24 و25 كانون الثاني الجاري، وأسفرت عن اتفاق بين الدول الراعية لتثبيت وقف إطلاق النار (روسيا، وتركيا، وإيران)، وضرب تنظيم “الدولة” وجبهة “فتح الشام”.
إلا أن المعارضة السورية تحفظت على البيان الختامي، ورفضت الخوض في ملف “فتح الشام”، قبل خروج الميليشيات الأجنبية من سوريا.
وشارك في الاجتماع منسق هيئة التفاوض العليا، رياض حجاب، ورئيس الائتلاف الوطني السوري، أنس العبدة، وممثلي فصائل التي شاركت في اجتماع أستانة، ورئيسي المجلس الوطني الكردي السوري إبراهيم برو، والمجلس التركماني السوري، أمين بوزأوغلان.
وأكدت الأطراف على ضرورة عدم حضور الذين يعملون ضد وحدة التراب السوري، اجتماع جنيف المقرر مبدئيًا في 20 شباط الجاري، ومن بينهم “وحدات حماية الشعب” الكردية، بحسب “الأناضول”.
وتعتبر تركيا الوحدات الكردية ذراعًا عسكريةً لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنّفه على أنه تنظيم “إرهابي”.
ولم تشارك الوحدات، المنضوية في قوات “سوريا الديمقراطية” في محادثات أستانة، وأعلنت عقب الاجتماعات أنها لن تكون ملزمة بأي قرار يخرج عن محادثات السلام في كازاخستان نظرًا لعدم مشاركتها في الاجتماعات.
وبينما يعتبر المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن المفاوضات المقبلة ستكون “مختلفة”، يرى محللون أن التقارب بين تركيا وروسيا، الذي لم يكن في وقت سابق، سيؤثر على آلية سير المفاوضات، وربما تشهد تطورات بخصوص إيجاد حل في سوريا.