قنديل ضاهر
في خضم هذه الحياة السريعة والمزدحمة، لا ينكر أحد أنه يقول «نعم» لكل شيء، ويبحر في الشبكات الاجتماعيّة وأشيائها الكثيرة، يدور في كل مكان فيها ويتهوّر في جنون ما فيها من أشياء.. يمكنها أن تقوده لاحقًا لبعض الجنون.
ونعرف حولنا كثير من الناس يقومون بالتواصل الاجتماعيّ على الشابكة بدلًا من القيام بذلك شخصيًا.. دردشة، كتابة رسائل، نشر الصور وتحديث الحالات هنا وهناك. ربما نتفهم حاجة بعضنا للقيام بذلك التواصل الهائل –بسبب بعض الظروف- ولكن يبدو أن ذلك كله غدا إدمانًا أدى إلى حرماننا من دقائق هادئة في فضاء حياتنا.
فضاء هادئ، مهم جدًا لنا في هذه الأيام. من منّا لا يرغب بصباح هادئ يستمتع فيه بكوب من الشاي أو فنجان من القهوة، يصلي ويدعو، يقرأ، يكتب، يتناول فطورًا خفيفًا ثم يتوجّه إلى عمله أو جامعته.. كل ذلك سينعكس بشكل حتمي نجاحًا في حياتنا.
فضاء هادئ، يسمح لك بأن تفعل ما كنت تظنّه مستحيلًا، أو أنك لا تملك له الوقت الكافي لفعله..
فضاء هادئ، سيجعل حياتك أكثر حيويّة ونشاطًا.. طعام صحيّ، رياضة صحيحة، صلاة، ترتيب وتنظيم، مماطلة وتأجيل أقل…الخ.
في الواقع لن يحقّق أحدنا حياة هادئة كليًّا.. ولكننا سنكتشف على الفور الفرق بين حياتنا المزدحمة والمليئة بالعلاقات الافتراضية الزائفة، وبين فضائنا الهادئ الذي نستمتع فيه بدقائق بأداء عاداتنا السليمة، أو بناء العلاقات الحقيقية مع الأصدقاء والأقارب، إضافة إلى قضاء لحظات صافية مع الأسرة، أو ربما مع في مطالعة كتاب.
بعض الأفكار:
• ابتكر جوًّا هادئًا في الصباح.
• عندما تشعر بمنبّه داخليّ يدفعك إلى تصفح الشبكات الاجتماعيّة، توقف لحظة. امنح نفسك لحظة هدوء وصفاء بدلًا من ذلك.
• عندما تقبل على قبول دعوة ما بشكل تلقائيا، أجبر نفسك على قول «لا» بدل ذلك، إلا أن يكون شيئًا مهما سيضيف جديدًا إلى حياتك.
• إذا خرجت للجري بضع دقائق فلا تأخذ معك هاتفك، أو استمع للموسيقى بدل ذلك. أصغِ لنفسك وافتح فضاءً هادئًا لأفكارك.
• عندما يحادثك شخص ما، بدل أن تحاول الهروب من أفكاره لأشياء تهمّك شخصيًا، استمع بما يقول، استوعب، قدّر جماله.
• امنح الوقت لأقرب الناس إليك. أعرهم كل انتباهك.
• اصرف بعض الوقت في الترتيب والتنظيم، واجعل منزلك مكانًا أنيقًا تطمئن له نفسك.
• بدل التسرّع، خذ نفسًا عميقًا.
• أعطِ انتباه حواسك كلّها لما تفعله، استمتع بما تأكل، تشرب، تقرأ…
• امنح نفسك بعض الوقت يوميًا للتفكير.
لا يجب عليك أن تقوم بكل ذلك، وبالتأكيد ليس كلّه في وقت واحد، تقدّم ببطء.. ذلك أفضل.
في فضاءٍ هادئ تصنعه بنفسك، في هذا العالم المليء بالضجيج والسرعة والازدحام، عش أوقاتًا من الشغف، البساطة، السلام، الجمال. إنّه عالم منك أنت، وتستحق أن تعيش فيه.