جوجل تفرض المزيد من التطفل

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 86– الأحد 13-10-2013

الخصوصية في جوجليقال أنه عندما لا تدفع ثمن ما تحصل عليه، ففي الحقيقة أنت هو الثمن.

ويبدو أنّ هذه المقولة تزداد صحتها مع الوقت، الذي يكشف لنا نوع وحجم «الثمن» الذي ندفعه مقابل حصولنا على الخدمات «المجانيّة» التي تقدّر بالآلاف على شبكة الويب

ويبدو لافتًا هنا حسّ البسطاء المتقدمين في السنّ عندما يدخلون للمرّة الأولى إلى شبكة الويب، لإنشاء بريد إلكتروني أو حساب في موقع ما، إذ تراهم يتساءلون عن «ثمن» ما سيقومون به، ثم يبدون غرابتهم وتعجبهم من كون كل ما يحتاجونه من خدمات متوفر «مجانًا»، فهؤلاء أشخاص تربوا على أنه لا شيء مجانيّ فعلًا، ورغم عدم إدراكهم لحقيقة الأمر، إلا أن استغرابهم صادق تمامًا.

فها هي عملاقة خدمات البحث والمحتوى جوجل، تعدّل للمرة الثانية من سياستها للخصوصيّة وشروط تقديم الخدمات التي توفرها.

التعديل الأول جاء في منتصف 2012 تقريبًا، ليجيز للشركة جمع المعلومات عن كيفية استخدامك لمنتجاتها، ومعلومات عن طراز هاتفك وشبكة الجوال التي تستخدمها بما في ذلك رقم الهاتف، إضافة إلى موقعك الفعلي عن طريق الإشارات التي ترسل بواسطة الهاتف النقّال، لتستخدم هذه المعلومات (حسب اتفاقية الاستخدام) للتحسين من تجربة استخدامك لمنتجاتها (مثل تقديم محتوى خاص بك أثناء البحث)، أو لمشاركتها مع الشركات أو المؤسسات إذا كانت جوجل «تعتقد بحسن نية أن هذه المعلومات ستفيد الالتزام بأي قانون سارٍ أو إجراءٍ قانونيّ او طلب حكوميّ نافذ».

قد لا يجد الكثيرون مشكلة في ذلك التعديل، لكن لا نظن ذلك مع التعديل الثاني الذي سيصبح نافذًا في التطبيق اعتبارا من 11 الشهر القادم (تشرين الثاني)، ووفقًا للشروط الجديدة فإنه يسمح للشركة استخدام الصور والأسماء والتعليقات والتقييمات التي يتداولها مستخدمو أي خدمة من خدمات جوجل، بما في ذلك جوجل+، اليوتيوب، وغيرها الكثير، لتستخدمها الشركة في بناء الإعلانات والمحتوى.

بعبارة أخرى، فلنفترض أنك قمت بتقييم أحد المنتجات على اليوتيوب بتعليق ما، فوفق هذا التعديل، يحق للشركة، اقتباس تعليقك هذا مع صورتك في الإعلانات التي تستخدمها! ما رأيك الآن 🙂 هذا مثال بسيط على الإمكانية التي يمكن للشركة استخدام المحتويات التي تتناقلها عبر خدماتها، وهذا بالطبع يستلزم تتبع وتعقب كل ما تكتبه وتنشره من صور ومحتوى، كي تتمكن الشركة من ترشيح ما يلزمها منه.

ورغم أن جوجل ضمنت خيارًا يتيح للمستخدمين إبطال هذه الملاحقة والتضمين، إلا أنه لا شيء يدعو للاطمئنان، ولا نعلم ما الذي تحمله الأشهر القادمة من تعديلات إضافية، تزداد خطورتها مع ازدياد تعلّق المستخدمين بخدمات جوجل، وعدم تصورهم إمكانيّة العيش بدونها، من ذلك ما طرحته الشركة في نسخة 4.4 من أندرويد القادم بإلغاء تطبيق الرسائل، وإجبار الجميع على استخدام خدمة الهانغ آوت Hangout

حسنًا -بكل الأحوال- لمن يرغب بتعطيل هذه الملاحقة، ينبغي الدخول على هذا الرابط:

https://plus.google.com/settings/endorsements?hl=en&partnerid=gplp0

(يمكن الحصول عليه من إعدادات الخصوصيّة في جوجل بلس خاصتك).

لننزل الآن إلى أسفل الصفحة، حتى خيار:

Based upon my activity, Google may show my name and profile photo in shared endorsements that appear in ads.

نقوم بإلغاء تفعيل هذا المربع ثم الضغط على زر Save.

رافقتكم السلامة مستخدمي جوجل.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة