صورة للذكرى مع رغيف خبز
عنب بلدي – العدد 86– الأحد 13-10-2013
عمليةً إثر أخرى استطاع مقاتلو الحر اغتنام ذخائر متنوعة وأنواع جديدة من الأسلحة، لكن الحصار الخانق منذ قرابة عام حوّل داريا إلى مدينة خالية من كسرة خبز منذ عدة أشهر، ما اضطر المحاصرين لاستبدال المادة الأساسية في الطعام بأوراق الشجر والعنب.
وبعد عملية للجيش الحر أدت إلى تحرير عددٍ من الكتل السكنية كان جنود الأسد قد تمركزوا فيها، لم يجد هذا المقاتل بين الغنائم أفضل من رغيف الخبز ليلتقط معه صورة تذكارية، حيث وجد المقاتلون بين الغنائم التي خلفتها قوات الأسد عدة ربطات من الخبز والقليل من البطاطا والبندورة والبيض والسكر.
هذه الغنيمة الثمينة صرفت أنظار المقاتلين عن غنيمة السلاح التي باتت في ظل الحصار المفروض على المدينة أكثر أهمية، إذ سارعوا لأخذ الصور التذكارية مع الخبز الذي طالما بحثوا عن بقايا أرغفته في البيوت الخالية، بعد انقطاعه نهائيًا منذ أشهر بفعل الحصار الذي أدى إلى نفاذ الطحين والوقود والمواد الأساسية لصنعه.
ولم تنتظر مجموعة من المقاتلين انتهاء مناوبتها على خطوط النار لتناول الوجبة الدسمة التي لا تعوض، فقاموا بسلق ثمانية بيضات في أحد المنازل المحروقة والاستمتاع بتناولها مع ربطتي خبز, وعلى سبيل النكتة قال أحد المقاتلين «بدي روح المرة الجاي ع الاقتحام بركي بيكون من نصيبي خبز أو بيض أو بطاطا»
ويروي لنا أحد المقاتلين أن صديقه شاهد ربطة خبز في مطبخ داخل أحد الأبنية المجاورة، إلّا أن الطريق إليه كانت مرصودة من قبل قناصي الأسد؛ لكن ذلك لم يمنعه من المخاطرة والوصول إلى تلك الحسناء، وأثناء عودته كلفته المغامرة إصابةً برصاص القناصة، ليطلق عليه بين زملائه بمصاب رغيف الخبز.
حبة بطاطا كانت غنيمته مقاتل آخر، اصطحبها إلى المنزل وقام بقليها، داعيًا بعض أصدقائه ليأخذوا الصور التذكارية ويشاركوه «صيده الثمين».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :