يصادف اليوم، الخميس 2 شباط، الذكرى الـ 35 لمجزرة حماة، التي افتعلتها قوات رئيس النظام السابق حافظ الأسد، بقيادة شقيقه رفعت الأسد، ووزير دفاعه مصطفى طلاس، واستمرت 27 يومًا.
نظرت السلطة آنذاك إلى حماة، أنها المعقل الرئيسي لجماعة “الإخوان المسلمون” وجناحهم العسكري “الطليعة المقاتلة” في سوريا، وهو ما أعطاها ذريعة اجتياحها عسكريًا وتدمير نحو ثلث أحيائها بشكل كامل.
وتورد عنب بلدي بعضًا من تفاصيل المجزرة، وفقًا لما سرده كتاب “حماة مأساة العصر” الذي حمل شهادات من أهالي المدينة حول ظروف الأحداث.
قصف المساجد وإقحام الجيش
في اليوم الأول للمجزرة، الثلاثاء 2 شباط 1982، وبعد حملات مداهمة واعتقالات ليلية من عناصر الأمن، باشرت قطعات الجيش في محيط المدينة بحملة قصف استهدفت أحياء المدينة، وطالت 30 مسجدًا فيها.
شارك في القصف التمهيدي اللواء 47 دبابات، واللواء 21/ميكا التابع للفرقة الثالثة، “سرايا الدفاع”، إلى جانب سلاح المدفعية في المطار العسكري وجبل زين العابدين.
مجزرة جنوب الملعب
الخميس 4 شباط، ارتكبت قوات الأسد المجزرة الجماعية الأولى في المدينة، في حي جنوب الملعب الواقع بالقرب من مدخل حماة الجنوبي، رغم سيطرة النظام على هذا الحي بالأصل.
ووفقًا لشهود عيان، قتلت القوات المقتحمة، ومعظمها من “سرايا الدفاع” بقيادة رفعت الأسد، حوالي 1500 نسمة من سكان هذا الحي، وقضت فيه عوائل بأكملها بالإعدام الميداني.
كذلك شهد هذا اليوم محاولات اقتحام من المدخل الشمالي والجنوبي للمدينة، ومعارك كانت أبرزها في شارع سعيد العاص (الحاضر)، وشارع العلمين.
سقوط منطقة السوق
الاثنين 8 شباط، وشكل هذا اليوم منعطفًا في المعركة غير المتكافئة بين شباب المدينة والجيش، إذ سقطت منطقة السوق بمعظمها، عدا عن بعض جيوب المقاومة.
نفذت قوات الأسد في هذا اليوم نحو عشر مجازر متفرقة في أحياء السوق، قتل خلالها نحو ألف مواطن في مناطق متفرقة، وأبرزها مجازر حي الباشورة والسوق الطويل.
سقوط منطقة الحاضر
الخميس 11 شباط، بدأت أحياء الحاضر بالسقوط، فسيطرت قوات الأسد على حيي المناخ والأميرية، واشتد الحصار على حي البارودية الأثري.
في ذات اليوم، بدأت باستهداف حي الكيلانية العريق في حماة، فأحرقت ودمرت قصوره ومساجده وحماماته خلال أيام، ولم يبقَ منه في يومنا الحالي سوى صور تذكر به.
السيطرة على المعقل الأخير
الثلاثاء 23 شباط، سيطرت قوات الأسد على آخر معاقل المقاومة الشعبية في حماة، وهو حي البارودية الأثري في المدينة، ويعد المعقل الرئيسي لـ “الطليعة المقاتلة” في حماة.
وتقدر خسائر قوات الأسد في المواجهات، ولا سيما في البارودية، بنحو ثلاثة آلاف عنصر بينهم ضباط، بحسب تقديرات متطابقة.
مجزرة جمعة “اللمّة”
الجمعة 26 شباط، وبعد أن فرضت قوات الأسد سيطرتها الكلية على حماة، اقتحمت منازل المدينة وساقت نحو 1500 مواطن إلى منطقة زراعية على أطراف المدينة الجنوبية، وأعدمتهم ميدانيًا، بإشراف مباشر من رفعت الأسد.
وأجبر الأهالي، عقب تتالي المجازر، على الخروج بمسيرة تأييد لحافظ الأسد، في شارع “8 آذار” وسط حماة، هتفوا فيها “بالروح بالدم نفديك يا حافظ”.
تختلف الروايات في إحصاء عدد ضحايا مجزرة حماة، فاللجنة السورية لحقوق الإنسان أكدت أن عدد الضحايا يتراوح بين 30- 40 ألف نسمة.
لكن صحيفة “الإندبندنت” البريطانية فرأت أن العدد يقارب 20 ألف قتيل، بينما أكّد الصحفي البريطاني روبرت فيسك إلى أن العدد يفوق عشرة آلاف، عدا عن نحو 15 ألف مفقود، لا أحد يعلم مصيرهم حتى اليوم.
–