تستمر التكهنّات حول مجريات المفاوضات، التي ستجري في جنيف في الثلث الأخير من شباط الجاري، وبينما أجلت الأمم المتحدة موعدها، تطالب روسيا بعقدها في أسرع وقت.
أخذٌ وردٌ بين موسكو ودي ميستورا
تأجيل موعد المحادثات جاء على لسان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيقان دي ميستورا، إذ حدد موعدها في 20 شباط الجاري.
إلا أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف دعا اليوم، الأربعاء 1 شباط، إلى “عدم المماطلة في عقدها”.
وكان من المقرر عقد المحادثات في جنيف، 8 شباط الجاري.
حديث لافروف وجهه إلى الأمم المتحدة، مؤكدًا أمام منتدى التعاون العربي- الروسي اليوم، “نرحب بالتعاون الدولي لإيجاد حل للأزمة السورية بناء على مخرجات أستانة”.
وعُقدت محادثات أستانة في 24 و25 كانون الثاني الجاري، وأسفرت عن اتفاق بين الدول الراعية لتثبيت وقف إطلاق النار (روسيا، وتركيا، وإيران)، وضرب تنظيم “الدولة” وجبهة “فتح الشام”.
إلا أن المعارضة السورية تحفظت على البيان الختامي، ورفضت الخوض في ملف “فتح الشام”، قبل خروج الميليشيات الأجنبية من سوريا.
وتمخضت المحادثات عن تسليم روسيا الطرفين، نسخة من مشروع دستور وضعته ليكون مسيرًا للبلاد، وتضمن بنودًا لاقت رفضًا من المعارضة، أبرزها إمكانية ترشيح الأسد لولايتين إضافيتين عقب انتهاء مدة رئاسته في 2021.
كما عدّل النظام السوري على المشروع، وشملت تعديلاته منح صلاحيات أوسع للرئيس، والاحتجاج على منح رئيس الوزراء صلاحيات أكبر مما هي عليه اليوم، في دستور 2012.
لماذا التأجيل؟
دي ميستورا أرجأ المحادثات خلال اجتماع مغلق أمس، وقال إن الخطوة ستمنح المعارضة السورية مزيدًا من الوقت للاستعداد، وتضمن أن تكون المحادثات شاملة بأكبر قدر ممكن.
وعرض المبعوث الأممي تقريره على مجلس الأمن، حول التحضيرات لمحادثات جنيف، على خلفية مخاوف من أن تشكل أستانة أساسًا للتفاوض هناك.
وعقب الاجتماع، أشار دي ميستورا، إلى أنه يريد “إعطاء النظام السوري فرصة للالتزام الجدي في المحادثات، كما يضمن أن تُقدّم المعارضة نفسها بموقف موحد”، وفق تعبيره.
ولفت إلى أنه “إذا أصبح وقف إطلاق النار متينًا كما نأمل، فذلك سيساعد المحادثات”.
دي ميستورا يحذّر المعارضة
إلا أنه حذّر المعارضة أنه “في حال لم تكن جاهزة للمشاركة بوفد موحد بحلول الثامن من شباط، سأقوم بتحديد الوفد لجعله شاملًا قدر الإمكان”.
ومثّل المعارضة في محادثات جنيف الماضية، تشرين الأول من عام 2016 ، وفد الهيئة العليا للمفاوضات، إلا أن روسيا جمعت عددًا من “المعارضين” للنظام في موسكو 27 كانون الثاني الجاري، تحضيرًا لتمثيلهم ضمن وفد المعارضة في جنيف.
المعارضة: ليس اختصاصك
المنسق العام لهيئة المفاوضات العليا، رياض حجاب، غرّد قبل قليل عبر حسابه في “تويتر”، مشيرًا إلى أن “تحديد وفد المعارضة السورية ليس من اختصاص دي مستورا”.
واعتبر حجاب أن “أهم ما يجب أن ينشغل به الموفد الأممي هو تحديد أجندة للمفاوضات وفق بيان جنيف”.
بينما يعتبر دي ميستورا أن المفاوضات ستكون “مختلفة”، يرى محللون أن التقارب بين تركيا وروسيا، الذي لم يكن في وقت سابق، سيؤثر على آلية سير المفاوضات، وربما تشهد تطورات بخصوص إيجاد حل في سوريا.
إلا أن آخرين يعتبرون مفاوضات جنيف، التي ستكون الرابعة من نوعها، عقب محادثات مماثلة خلال الأعوام الماضية، لن تحمل أي جديد لإيقاف معاناة السوريين.
–