tag icon ع ع ع

لم يكن يوم أمس، السبت 28 كانون الثاني، استثنائيًا على حركة “أحرار الشام الإسلامية”، فغادرها قياديون بارزون، وفصائل صغيرة نسبيًا، باتجاه قطب الشمال الجديد “هيئة تحرير الشام”.

قائد التشكيل الجديد لـ “تحرير الشام”، هو القيادي البارز في الحركة، وقائدها الأسبق، المهندس هاشم الشيخ (أبو جابر)، والذي أعلن استقالته منها بالتزامن مع إعلان توليه قيادة “الهيئة”.

توالت حركة الانشقاقات والاعتزالات والبيانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرز من ترك الحركة: “أبو الصادق” الشرعي السابق لها، و”أبو صالح طحان” القائد العسكري السابق، و”أبو يوسف المهاجر” المتحدث العسكري للحركة، وغيرهم من قادة وشرعيين وكتائب صغيرة.

لكن ذلك ليس كافيًا للقضاء على الفصيل القوي في الشمال السوري، بحسب مصادر متطابقة، فلا تزال “أحرار الشام” تمتلك نقاط قوة تخوّلها لتكون منافسًا واقعيًا لـ “هيئة تحرير الشام”.

“ألوية” كبيرة وعتاد جيد

تحتفظ الحركة حاليًا بأربعة ألوية كبيرة في الشمال السوري، أبرزها “جيش الإيمان”، ويتمركز في ريف حلب الجنوبي، ويمتلك عتادًا ثقيلًا لا يستهان به، ويعد أبرز كيانات الحركة على الإطلاق.

“لواء التمكين”، وهو العمود الفقري للحركة في الشمال السوري، لا يزال ضمن “أحرار الشام” أيضًا، رغم الحديث عن إمكانية انشقاقه لصالح “هيئة تحرير الشام”، ويتركز في مدينة بنش وقريتي طعوم ورام حمدان، بريف إدلب.

“لواء العباس” العامل في ريف إدلب، ثالث أكبر الكيانات العسكرية في الحركة، وكذلك “لواء جند السنة” في المحافظة ذاتها، بقيادة حسام سلامة (أبو بكر).

أخيرًا، فإن مصدر ثقل يشكّله قطاع ريف حماة في الحركة، ولا سيما “لواء الخطّاب” العامل في قلعة المضيق وسهل الغاب، والذي يعدّ أقدم تشكيل في “أحرار الشام”، باعتبارها نشأت في ذات المنطقة.

دماء جديدة تصب في الفصيل

عقب هجوم “فتح الشام” على فصائل “الجيش الحر” في ريفي حلب وإدلب، اضطرت هذه الفصائل للاندماج في “أحرار الشام” خشية المواجهة العسكرية الدموية.

أبرزهذه الفصائل: “جيش المجاهدين”، و”تجمع فاستقم كما أمرت”، و”كتائب ثوار الشام”، و”الجبهة الشامية” قطاع غرب حلب، و”جيش الإسلام” قطاع الشمال، و”صقور الشام”.

كذلك فإن نحو خمسة كتائب صغيرة، عاملة في ريفي إدلب وحلب، اندمجت في “أحرار الشام” خلال الساعات الفائتة، فيما بدا أنه رد على تأسيس “تحرير الشام”.

تنتظر هذه الفصائل، التي باتت ضمن ملاك “أحرار الشام”، هيكلة جديدة وخطوات لتعزيز الاندماج الفعلي، والذي من شأنه النهوض بالحركة بعد سلسلة الاضطرابات التي ألمت بها.

اندماج أوسع قد يغير المعطيات

ووفقًا لمعلومات حصلت عليها عنب بلدي أمس، فإن مشاورات جادة بين قادة فصائل في المعارضة السورية، قد تفضي إلى اندماج واسع يقلب معطيات الشمال.

وقد تثمر المشاورات، إلى اندماج كل من الفصائل التالية: “أحرار الشام”، و”فيلق الرحمن”، و”فيلق الشام”، و”جيش الإسلام”، و”جيش العزة”، إلى جانب فصائل أخرى، بحسب المصدر.

وبالتالي فإن التشكيل الجديد سيكون الأكبر على مستوى الساحة العسكرية السورية، من حيث الانتشار الجغرافي والعدد والعتاد، وسط تكهنات عن تسمية التشكيل الجديد بـ “جبهة تحرير سوريا”.

عوامل الضعف ألمّت بالحركة منذ مقتل قادتها قبل أكثر من عامين، وسلبيات عابت تطورها، بحسب باحثين في الشأن العسكري، أبرزها غياب الرؤية الموضوعية في اتخاذ القرارات الحاسمة، وترددها في التعامل مع المواضيع السياسية والعسكرية، وتأرجحها بين “الإيديولوجيا الإسلامية” والهوية السورية الوطنية.