السوريون يشكرون تركيا، والأسد يتوعدها بالانفجار

  • 2013/10/09
  • 3:32 ص

عنب بلدي – العدد 85– الأحد 6-10-2013

عنب بلدي

شكرًا تركيا، هو الاسم الذين تم اختياره للجمعة الأخيرة في الثورة. والذي ربما يعكس الشعور الكبير بالدعم والرعاية الذي بذلته الحكومة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان للشعب والثورة السورية. هذا الدعم الذي عاشه اللاجئون والمهجرون السوريون، وشعر به كل من تجول بين الدول العربية والإسلامية، ووجد مقدار الفرق بين تلك الدول وتركيا في طريقة تعاطيها مع الثورة. نذكر صورة وزير الخارجية التركي أحمد داوود أغلو وهو يقول للاجئين السوريين عندما زارهم في مخيماتهم في العيد الماضي: واحد واحد واحد، سوري تركي واحد. وأيضًا رجب طيب أردوغان عندما قال: نحن الأنصار وأنتم المهاجرون. عبارات كان لها وقعها الطيب في نفوس السوريين الذين بات الخوف وانسداد الأفق يلاحقهم من مكان إلى مكان، وبالذات بعد التغيرات الكبيرة في طريقة تعامل «دولة مصر بعد مرسي» مع قضيتهم. هذا بغض النظر عن الدعم السياسي الكبير.

كل هذا الشيء وأكثر جعل من تركيا العدو اللدود لنظام بشار الأسد، إلى درجةٍ تجرأ فيها الأخير بالتهديد بنقل الفوضى إليها، ونقل نشاط الإرهابين إلى عقر دارها في معرض الحديث عن «دولة العراق والشام» والقاعدة، وتوعد الأسد رجب طيب أردوغان بالندم على سياسته تجاه الثورة. وهو يعرف تمامًا «أي الأسد» ماذا يقول عندما يتعلق الأمر بنشاط القاعدة، فالكثير منهم كانوا في سجونه، ونظامه يغض الطرف كثيرًا عن عملهم، وهم أي «دولة العراق والشام» مشغولون في السيطرة على المناطق المحررة وأخذها من يد الجيش الحر، فلا معركة حقيقية بينهم وبين النظام. في المقابل استطاع الأخير اقناع طيف دولي أنّ غالب المقاتلين في الثورة السورية هم من القاعدة أو محسوبين عليهم.

 وبعد كل هذه التحديات الداخلية في الساحة التركية (عبء اقتصادي واجتماعي كبير نتيجة الأزمة السورية، وتزايد المعارضة الداخلية لسياسة حكومة أردوغان تجاه الثورة، وخروج مظاهرات منددة بذلك وسقوط قتلى) والتحديات الخارجية (حدود كبيرة باتت مهددة وأمن قومي يُنذر بخطر كبير)، نقول رغم كل هذه التحديات، فإن الدعم التركي للسوريين ولثورتهم مستمر، وبالتالي من لم يشكر الناس لم يشكر الله. فشكرًا تركيا شعبًا وحكومة.

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي