سيطرت جبهة “فتح الشام” على سجن إدلب المركزي، غرب المدينة، بعد مواجهات بدأتها عصر أمس الأربعاء، رافضة تسليم إدارته لـ “جيش الفتح”.
وأفاد أكرم عاصي، عضو إدارة السجن، أن “فتح الشام” رفضت إدارة “جيش الفتح”، مؤكدًا في حديثٍ إلى عنب بلدي أن “الجبهة” تديره حاليًا.
عاصي قال إن اشتباكات بدأت قبل قليل في مناطق من جبل الزاوية، مشيرًا إلى أنها تتركز حاليًا على أطراف بلدتي احسم والمغارة، في محاولة لاستعادة المقرات من “فتح الشام”، على حد وصفه.
وتقود الفصائل المواجهات ضد “فتح الشام”، متمثلة بمن انضوت تحت راية حركة “أحرار الشام”، وأبرزها: “جيش الإسلام (قطاع إدلب)، وألوية صقور الشام، وكتائب ثوار الشام، والجبهة الشامية (قطاع حلب الغربي)، وجيش المجاهدين، وتجمع فاستقم كما أمرت”.
وكانت “فتح الشام” تحركت باتجاه السجن إلى أن هدأت الأوضاع في وقت متأخر من مساء أمس، بموجب اتفاق رعته كلٌ من “أحرار الشام”، و”أجناد الشام”، وتمثل بتسلمه من قبل “جيش الفتح”.
وتعرض السجن لإطلاق رصاص وهجوم بالرشاشات الثقيلة، وفق ما تحدثت إدارته لعنب بلدي أمس، بعد أن خرج القسم الأكبر من السجناء وسط إطلاق رصاص من “فتح الشام”.
وأعادت “فتح الشام” السجناء الذين هربوا منه، اليوم.
ونفت إدارة السجن أن تكون الجبهة أوقعت مجازر بين الموقوفين أثناء اقتحامه، بعد إشاعات حول ذلك.
ولم يصب رجال أمن السجن بالرصاص، بينما وثق ناشطون بعض الإصابات بين السجناء.
وضم السجن، حين هجوم “فتح الشام” عليه، أكثر من 400 سجين معظهم مدنيين، وفق إدارة السجن.
ولم تعلن “فتح الشام” أسباب اقتحام السجن، أو أهدافها من العملية، رسميًا، حتى اللحظة.
وسيطرت جبهة “فتح الشام” على نقاط مختلفة في إدلب أهمها بلدة الحلزون شمال إدلب، منذ بدئها هجومًا قبل ثلاثة أيام ضد فصائل مختلفة، وأولها “جيش المجاهدين”، و”الجبهة الشامية”.
كما اشتبكت مع بعض الفصائل في أكثر من موقع، وحاولت التوغل في بلدة كفرنبل، إلا أنها لم تستطع حتى اليوم.
وكان “المجلس الإسلامي السوري” أفتى بوجوب قتال “فتح الشام”، بينما ردت الأخيرة بأن “جلوس معظم أعضاء المجلس خارج الساحة، يجعل من فتواه غير دقيقة”.
ويدعو ناشطو إدلب وحلب إلى مواجهة “الجبهة”، وإيقاف “غلوها وصولاتها”، في وقت تشهد المناطق شمال سوريا أحداثًا متسارعة، وسط صعوبة التكهن بما ستشهده المنطقة خلال الأيام المقبلة.