شهد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، سجالًا بين القيادي البارز في “فتح الشام”، ميسر بن علي الجبوري (أبو ماريا القحطاني)، والقيادي السابق في “الجبهة”، صالح الحموي.
ورصدت عنب بلدي تغريدات على حسابي القياديين اليوم، الثلاثاء 24 كانون الثاني، تبادل فيها “القحطاني”، والحموي صاحب حساب “أس الصراع في الشام”، وجهات النظر بخصوص هجوم “فتح الشام” ضد الفصائل شمال سوريا.
وتشن “فتح الشام” هجومًا واسعًا منذ مساء أمس الاثنين، ضد مقرات ومناطق فصائل المعارضة شمال سوريا، وبالأخص فصيل “جيش المجاهدين”، و”الجبهة الشامية”.
“أس الصراع” يلوم القحطاني
بدأ السجال عندما رد القحطاني على تغريدات الحموي، التي لام فيها فصائل اعتمدت الحياد في الاقتتال، وكتب في تغريدة “يا شيخ صالح الفتنة الكلام فيها أشد من ضرب السيوف ورشق النبال.. الساحة بحاجة لعقلاء”.
“أس الصراع” رد على كلام القيادي في “الجبهة”، وكتب “يا شيخ الفتنة هي السكوت على الباغي، وتسمية الأشياء بغير مسمياتها، فاتق الله وأنت من علمنا الصدع بالحق هل إذا سكتنا ستنسحب أرتال الباغي؟”.
وزاد الحموي في حديثه “البغاة لايردون على العقلاء ولا المجانين فتفضلوا وأوقفوا بغيهم بحكمتكم.. في النهاية نريد العنب وليس الناطور.. أتحداكم أن توقفوهم”.
رد “أبو ماريا” جاء بتغريدة أخرى، وكتب “لم نقل عمل فتح الشام مشروع، بل تبرأنا الى الله منه الآن جبل الزاوية فيه قتال ، هل تريد نقول يجب أن تقتل الساحة أم يقف القتال؟”.
وهنا استغرب “أس الصراع”، من حديث القحطاني، “غريب كلامك يا شيخ تركتم البغي والدماء، ولحقتم أقلام من يسمي الأمور على حقيقتها.. تفضل وأوقف القتال، فالذي جرى في جبل الزاوية هو أن الفصائل منعت مرور أرتال البغي إلى الشمال، ما دعا الأخيرة لاقتحام حاجز أحرار الشام في كفرنبل بالدبابات”.
وأضاف الحموي “لا توهم الناس أن الفصائل في جبل الزاوية هي من بدأت بقتال فتح الشام، فهذا كذب وعار عن الصحة تمامًا”.
ما هي آلية وقف القتال؟
“أنت تعرف مواقفي فلم يرهبني جرم الدواعش، ومن باب أولى ألا أخاف من غيرهم.. أنا أقول الحل وقف القتال ورد الحقوق”، قال القحطاني في إحدى تغريداته مخاطبًا “أس الصراع”، والذي تساءل “ماهي آلية وقف القتال؟.. لايوجد آلية إلا أن يسحب الباغي أرتاله، ولم يقل أحد بوجوب استمرار القتال”.
ورد “أبو ماريا” بسؤال “هل تنكر أن هناك أقلامًا باغية؟”، في إشارة إلى مئات التغريدات، التي اتهمت “فتح الشام” بأنها “فئة باغية”، ليجيب الحموي “لا أنكر وهي قلة من قليل، ولولا ابتداء فتح الشام بالبغي، ما خرجت تلك الأقلام ووجدت فرصتها.. فعالج المرض وليس العَرض”.
وبينما طالب القحطاني بأن “الواجب سحب الأرتال ورجوع كل فصيل لمنطقته.. كنا نتتظر تحرير حماة وليس تحرير المحرر”، استغرب “أس الصراع”، وكتب “يا شيخي وتاج رأسي والله هذا الكلام لا يجوز.. هل خرج جيش المجاهدين والجبهة الشامية من مناطقهما إلى مناطق فتح الشام أجبني؟”.
الواجب سحب الارتال ورجوع كل فصيل لمنطقته .
كنا نتتظر تحرير حماة لم نكن ننتظر تحرير المحرر .@asseraaalsham— ميسر بن علي القحطاني (@mysar999) January 24, 2017
ودعا “أبو ماريا” في ختام تغريداته ” نصيحتي لفتح الشام سحب أرتالها”، بينما أنهى “أس الصراع” السجل مع القحطاني، بعبارة “معاذ الله أن دعوت لقتال فتح الشام، بل دعوت لرد بغيها وأحب إلى قلوبنا أن تعود لرشدها وتسحب أرتالها”.
معاذ الله أن دعوت لقتال فتح الشام
بل دعوت لرد بغيها وأحب إلى قلوبنا أن تعود لرشدها وتسحب أرتالها
ومن يسمي ذلك فتنة فهو كمن يسمي الربا فائدة— أس الصراع في الشام (@asseraaalsham) January 24, 2017
و”أبو ماريا القحطاني” كان أبرز من حارب تنظيم “الدولة الإسلامية”، حينما كان “أمير الشرقية” في “جبهة النصرة” (فتح الشام حاليًا)، ويعرف عنه هجومه الحاد والمستمر على التنظيم منذ تأسيسه.
أما صالح الحموي، فهو من مؤسسي “النصرة”، وكان مسؤولًا عن القاطع الشمالي والأوسط فيها، وفق معلومات خاصة حصلت عليها عنب بلدي، إلا أم بيانًا صدر في تموز 2015، من الجبهة، فصل فيه “أس الصراع، بحجن أنه “لم يلتزم بسياسة الجماعة وضوابطها”.
سيطرت “الجبهة” على مناطق مختلفة من ريفي إدلب وحلب، بينما تحاول التقدم والتوغل في بلدة كفرنبل، مستخدمة الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وفق معلومات عنب بلدي.
ويلوم ناشطو الشمال السوري “فتح الشام”، التي استبقت نتائج محادثات أستانة، بينما ما تزال بعض الفصائل تقف موقف الحياد من الاقتتال، وآخرها “أحرار الشام”، التي أكدت في بيان قبل قليل أنها ستمنع أرتال الطرفين من المشاركة من خلال نشره “قوات فصل”.