عنب بلدي – العدد 84 – الأحد 29-9-2013
أعلنت مجموعات إسلامية من مقاتلي المعارضة السورية مساء الثلاثاء أنها لا تعترف بأية تشكيلات معارضة في الخارج بما فيها الائتلاف الوطني السوري المعارض والحكومة المؤقتة، فيما توجه رئيس أركان الجيش الحر إلى داخل سوريا لمحاولة «رأب الصدع» الذي سببته التشكيلات الجديدة، في الوقت الذي اتهم فيه رئيس الائتلاف الوطني مقاتلين متطرفين من الخارج بـ «سرقة الثورة السورية».
وأصدرت 13 من كبرى الفصائل العسكرية المعارضة في سوريا بيانًا يوم الثلاثاء 24 أيلول توضح فيه موقفها من الائتلاف السوري المعارض والحكومة المؤقتة برئاسة أحمد الطعمة، إذ ترى هذه الفصائل أن ممثلها يجب أن يكون من «أبنائها الصادقين يعيش همومها ويشاركها في تضحياتها»، وتعتبر أن كل ما يتم من التشكيلات في الخارج دون الرجوع إلى الداخل لا يمثلها ولا تعترف بها، لترفع بذلك اعترافها بالائتلاف والحكومة المؤقتة.
ودعت هذه القوى -ومنها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام ولواء التوحيد ولواء الإسلام- جميع الجبهات العسكرية والمدنية إلى التوحد في «إطار إسلامي واضح ينطلق من سعة الإسلام ويقوم على أساس جعل الشريعة المصدر الوحيد للتشريع»، كما دعا البيان جميع الجبهات العسكرية والمدنية إلى وحدة الصف ووحدة الكلمة ونبذ التفرقة والاختلاف، وتغليب مصلحة الأمة على مصلحة الجماعة.
وفي خطوة مشابهة أعلن النقيب المظلي عمار الواوي انفصال 30 فصيلًا عن الائتلاف الوطني وجناحه العسكري المتمثل بهيئة الأركان، وحسب بيان الواوي فقد أعلنت «كافة الفصائل المنضوية تحت قيادة الجمعية العمومية في الداخل السوري عدم الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة في تمثيل الثورة السورية بالوضع الراهن وعدم الاعتراف بقيادة الأركان العامة المتمثلة بالعماد سليم ادريس ومن حوله»، كما عدد الواوي أسماء الفصائل الموقعة على البيان وعددها يفوق الثلاثين وعلى رأسها القيادة العامة للجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، والمجلس الثوري في محافظة دمشق، متعهدًا بمواصلة القتال «حتى تحقيق النصر»، لكن بيان الواوي لم يفصح عن تنسيق مشترك مع بيان الفصائل ال 13 الكبرى.
إلى ذلك توجه رئيس أركان الجيش الحر سليم إدريس ورئيس الائتلاف أحمد الجربا يوم الخميس إلى سوريا في محاولة لاستيعاب بيانات هذه الفصائل، وقال المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي مقداد إن اللواء إدريس «قطع زيارته لفرنسا وعاد إلى سوريا لمحاولة رأب الصدع بين تشكيلات المعارضة».
وأضاف المقداد لوكالة الصحافية الفرنسية «منذ البدايات حذرنا من أن ترك الشعب السوري يعاني من بشار الأسد وتخاذل المجتمع الدولي وإجراء الصفقات، سيوصل الشعب السوري إلى مرحلة من اليأس وفقدان الأمل، واليائس وفاقد الأمل تتوقع منه كل شيء».
وعزا المقداد هذا التحالف إلى «الصفقة الأميركية الروسية لنزع السلاح الكيميائي السوري وعدم وجود رغبة جدية لدى المجتمع الدولي في إسقاط النظام، هما العاملان الأساسيان وراء هذا التحالف الجديد في صفوف المعارضة»، وأكد المقداد أن «استمرار التخاذل الدولي سيضعف الجيش الحر».
بدوره قال المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي في تصريحات صحفية إن الائتلاف «لن يتفاوض مع جماعات منفردة، وإنما سيضع هيكلًا أفضل لتنظيم القوات المقاتلة».
في سياق متصل اتهم رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا متطرفين قدموا من خارج الحدود بـ «سرقة الثورة»، معتبرًا أن الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة لا علاقة لها بالشعب السوري ولا بـالجيش السوري الحر، كما اتهم نظام الأسد بصناعة بعضها.
وقال الجربا في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «السوريين من أكثر شعوب الأرض مناصرة للسلام والاعتدال والتسامح والتعايش. وما نراه اليوم من جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة لا علاقة له بالشعب السوري ولا بثورته ولا بجيشه الوطني الحر»، وأضاف: «برزت ظاهرة التطرف بدعم وتخطيط من النظام الذي راهن على تحويل ثورة الحرية إلى اقتتال أهلي ومذهبي، وصنع العديد من التنظيمات الإرهابية وسلحها وجعلها تقوم بمهماته في المناطق التي خرج منها، بينما جاء بعضها الآخر من وراء الحدود كي يسرق ثورتنا».
وتأتي تصريحات الجربا في الوقت الذي يشهد الشمال السوري توترًا بين ألوية من الجيش الحر ومجموعات «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التابعة لتنظيم القاعدة، إثر اشتباكات شهدتها مدينة أعزاز شمال حلب الأسبوع المنصرم، كما يقوم التنظيم بممارسات تتنافى مع مبادئ الثورة السورية كان آخرها تكسير صلبان كنيستين في الرقة وحرق بعض محتوياتها.