أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أمس 23 كانون الثاني، مشروعًا وثائقيًا تفاعليًا، يسلط الضوء على حياة الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان.
“تَخَيّل مدرسة ImagineaSchool” يقدم قصصًا من الأطفال عن التحديات التي تواجه اللاجئين السوريين، ومعاناتهم في الوصول إلى التعليم.
وصورت “يونيسف” قصصًا لتسعة عشر طفلًا، بالتزامن مع بدء منتدى “هلسنكي” حول الوضع الإنساني في سوريا، من 23 إلى 24 كانون الثاني، بهدف وضع البعد الإنساني مع التحديات التي تتم مناقشتها في المنتدى.
وصرحت ممثلة “يونيسف” في لبنان، تانيا شابويزا، ببيان اطلعت عليه عنب بلدي، أن الفقر والتهميش الاجتماعي وانعدام الأمن والحواجز اللغويّة، من أهم العوائق أمام الأطفال السوريين في سعيهم إلى العلم.
هذا الأمر يترك جيلًا كاملًا عرضة للحرمان، ودفعهم نحو مخاطر الزواج المبكر وعمالة الأطفال.
وأضافت “بالعمل مع الحكومة اللبنانية والشركاء والدول المانحة، تمكّنا من توفير فرص تعليم لنصف الأطفال السوريين في لبنان”، وبيّنت أنهم الآن بحاجة إلى الوصول للنصف الآخر، حتى يتسنّى لكل طفل التمتّع بحقه في التعلم.
صور الفيلم الوثائقي “ImagineaSchool” في لبنان، وأُنتِجَ بالتعاون مع فريق “Vignette Interactive”، الحائز على جوائز الامتياز على شبكة الأنترنت.
كما ساهم بالعمل المصور الفوتوغرافي الإيطالي، الحائز على جائزة الصورة الصحفية العالمية، أليسيو رومنزي.
وفي سياق المشروع، قال رومنزي “كان الاستماع إلى قصص الأطفال وفهم دور التعليم في حياتهم وآمالهم، أمر يُحزِن القلب”.
وعند متابعة القصص المصورة للأطفال، لاحظت عنب بلدي تركيز المصور على ملامح العينين، والوجه بشكل عام، بالإضافة لحركات الأطفال العفوية التي تترافق مع ما عبروا به عن آمالهم وأحلامهم المترتبة على التحاقهم بالمدرسة.
أما العنوان، “تَخَيّل مدرسة ImagineaSchool”، فهو مستوحى من حديث الفتاتين آسيا (10 سنوات) وديانا (13 سنة) أثناء مقابلتهما من أجل المشروع.
كلاهما لم تذهبا إلى المدرسة يومًا، إذ قالت ديانا، “أتخيّل أن المدرسة جميلة جدًا، وعلى جدرانها رسوم لفتيان وفتيات”.
وعلى الصعيد العالمي، لا يزال التعليم واحدًا من أقل القطاعات تمويلًا، رغم النداءات الإنسانية.
ولا يزال ما يقارب نصف عدد الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان، والذين هم في سن الدراسة خارج النظام التعليمي، ويقدرون بحوالي 187 ألف طفل.
ويضطر الآلاف من هؤلاء الأطفال إلى العمل في المزارع أو المصانع وأحيانًا ورش البناء أو في الشوارع، بدلًا من الحصول على التعليم، بدءًا من عمر لا يتجاوز السادسة أحيانًا.
وبحسب “يونيسف”، فإن لبنان تستضيف أكبر نسبة لاجئين في العالم مقارنةً بعدد السكان.