توصل فصيلا “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جند الأقصى” إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بين الطرفين، وعودة المناطق إلى ما كانت عليه قبل الاشتباك، وتسليم المعتقلين من الطرفين لـ”فتح الشام”.
ما هو الاتفاق؟
ونصّ الاتفاق الذي تم مساء أمس الأحد، على تشكيل لجنة قضائية للبتّ في ملف المعتقلين قديمًا، وتسليم كافة المعدات والمقرات والأسلحة، التي أخذها الطرفان من بعضمها في الاقتتال الأخير.
وسيطر “جند الأقصى” على عدد من القرى والبلدات في جبل الزاوية قبل يومين، أبرزها البارة وحزارين وإبديتا وإبلين وبلشون وقميناس، بعد هجوم مباغت ضد مقرات وحواجز “أحرار الشام”.
وردّت فصائل حركة “أحرار الشام”، و”صقور الشام”، و”جيش الإسلام”، و”تجمع فاستقم كما أمرت”، و”جيش المجاهدين”، بالدخول أمس في غرفة عمليات مشتركة، بغية القتال ضد “جند الأقصى”.
وتتكون اللجنة القضائية من الشيخ أبو ماجد كرئيس لها، والشيخ عبد الرزاق المهدي كعضو فيها، والشيخ أبو يوسف الحموي عضو أيضًا، على أن تكون “فتح الشام” الضامن الوحيد لقرارات هذه اللجنة.
مشايخ يحمّلون “فتح الشام” المسؤولية
وأصدر تجمع “أهل العلم”، بيانًا أمس، حمّل فيه “فتح الشام” مسؤولية ما حصل، لقبولها بيعة من وصفتهم بـ “الخوارج”، وطالبتها بالوقوف إلى جانب الفصائل ضد “الشرذمة المارقة”.
كما اعتبر التجمع وهو كيان شرعي تشكل مؤخرًا في الشمال السوري، أن “حماية الجبهة لهذا الجماعة، والحيلولة دون القصاص منها، نقطة كبيرة في سجل فتح الشام الجهادي”.
وطالب التجمع “فتح الشام” أن “تعلن البراءة من الجند، وتترك حمايتهم والدفاع عنهم حتى لا يضيع جهادها، وكي لا تزرع فتنة في قتال الفصائل المجاهدة”.
وكانت “أحرار الشام”، وخلفها 16 فصيلًا في “الجيش الحر”، أعلنوا تشرين الأول الماضي، عزمهم القضاء على فصيل “جند الأقصى”، بغطاء شرعي وفّرته فتوى لـ 15 شيخًا وداعية في الشمال السوري.
إلا أن “فتح الشام” قبلت حينها بيعة “جند الأقصى”، وقال ناشطون إنها “أنقذت الفصيل بهذه الخطوة”.
الكيان الشرعي أضاف أن “الجبهة قطعت على نفسها، منع جماعة جند الأقصى بغيها وعدوانها، وأوهمت الفصائل بذلك، فرضيت الفصائل حفظًا على الساحة، إلا أنها لم تف بوعدها، ونكثت بعهدها”.
إن ساندت الجبهة الجند تدخل في “البغي”
وقال التجمع، الذي يضم 74 شيخًا، “إن ساندت الجبهة جماعة الجند، فإنها تدخل بالبغي على الفصائل المجاهدة، وتنقض العهود والمواثيق”.
كما أن “الأحداث الأخيرة في جبل الزاوية كشفت تلبيس فتح الشام على الفصائل، وباتت الشكوك تراود الجميع أنها ركن خفي وراء هذه العصابة المجرمة”.
وتابع التجمع “نطالب فتح الشام بإصدار بيان لتوضيح الموقف، وإلا فإن سكوتهم عن الجماعة له دليل على مشاركتها في البغي”.
في حين دعا “أهل العلم” أنه في حال “ثبت أن فتح الشام وراء ما حدث في جبل الزاوية من قبل جند الأقصى، فإننا نحث جنود وقادة فتح الشام بالانشقاق عنها، وتركها والالتحاق بالفصائل الأخرى، فلا يحلّ القتال معهم والبقاء معهم”.
–