قرآن من أجل الثّورة 41

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 84 – الأحد 29-9-2013
خورشيد محمد  – الحراك السّلمي السّوري
4
إمامة البيت لإمامة المجتمع
أولادنا كالشعوب الجاهلة المستضعفة، ونحن كالمستبد مطلق اليدين دون حسيب. إن عملنا لهم، على تعليمهم وتنمية شخصيتهم، وتعاملنا معهم كأشخاص محترمين لهم حقوق علينا قبل الواجبات، لو أنفقنا سلطتنا عليهم لهم وفي سبيلهم، كشركاء وأصدقاء لا أوصياء عليهم لكبروا معنا أصدقاء لا أتباع، متفّردين متميزين، لا نسخ مشوهة عنا. أما إذا اعتبرناهم من مملكة مقتنياتنا لا حسيب ولا رقيب ولا مراجعة لأي فعل لنا تجاههم، فإنهم يتبنون كل عقدنا ونصبح مثالاً أعلى لهم في البداية لأنهم صدقوا كل أكاذيبنا وخِدعنا، لكنهم ما يلبثوا أن يكتشفوا الحقيقة ويثوروا علينا ثورة تدمر العلاقة بيننا وبينهم وتحيل حياتهم إلى فوضى ويعيدوا الكرّة مع أولادهم وهكذا دواليك. إمامة البيت مقدمة لإمامة المجتمع، إذا نجحت فيها ستكون خير قائد وناصح لقومك وإذا فشلت فسيسقط عنك القناع يوماً. خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله (عليه الصلاة والسلام) لأنها خيرية دون مزوقات ومساحيق تجميل! إذا أردت أن تتخلص من المستبد الذي يحكمك تخلص منه في داخلك على أولادك أولاً، إن فعلت ذلك فلا بد أن يخرج عطرك الأصيل إلى الجوار وينعم به الجميع. إذا أردت أن تصبح إمامًا تقر أعين أبناء قومه به افعل ذلك في بيتك وبين أولادك {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (سورة الفرقان، 74).

عمى الغضب
اختلفا يومًا فكتب له: أكره أن أراك وأن أقرأ لك. استشاط غضبًا وهم أن يرد قائلًا: وأنا أكره أن أصادق سفيهًا مثلك… فجأة تذكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يصمت عند الغضب، فصمت وأحجم عن الرد وأثناء صمته تذكر قوله تعالى: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} (سورة الشورى، 37) فغفر وبعدها أعاد قراءة الرد فوجده: أكره أن أراك منزعجًا مني وأحب أن أقرأ لك دومًا! كم من صداقة دمّرنا بسبب عمى الغضب.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة