يعود تنظيم “جند الأقصى” إلى الواجهة مجددًا، بعد استئناف المواجهات المسلحة بين مقاتليه ومقاتلي “حركة أحرار الشام” في ريف إدلب.
يتبع الفصيل السلفية الجهادية، كسائر التنظيمات والفصائل ذات الارتباط السابق بتنظيم “القاعدة”، كحال تنظيم “الدولة الإسلامية” وجبهة فتح الشام” و”الاتحاد الإسلامي التركستاني” وغيرها.
تأسس الفصيل على يد محمد يوسف العثامنة (أبو عبد العزيز القطري)، أحد قياديي “القاعدة” سابقًا، مطلع عام 2014.
وجد أبو عبد العزيز مقتولًا في أحد آبار بلدة دير سنبل بريف إدلب في كانون الثاني 2014، واتهم قائد جبهة “ثوار سوريا” جمال معروف بتصفيته.
ينتشر “جند الأقصى” في ريف حماة الشمالي، وتحديدًا مدينتي مورك وطيبة الإمام، مع وجود أضعف نسبيًا على أطراف مدن اللطامنة وكفرزيتا وحلفايا.
وفي محافظة إدلب، يتخذ التنظيم مدينة سرمين وبلدة النيرب المجاورة مقرًا رئيسيًا له، إلى جانب وجود واضح له في مدن وبلدات الريف الجنوبي، ولا سيما خان شيخون والتمانعة، كذلك في بعض بلدات جبل الزاوية.
قبيل إطلاق معركة ريف حماة الشمالي ضد قوات الأسد، أيلول 2016، بلغ عدد عناصر “جند الأقصى” 600 مقاتل، معظمهم سوريون مع وجود مقاتلين عرب من فلسطين والسعودية وغيرها.
عقب إطلاق المعركة انتسبت كتائب صغيرة إلى الفصيل، ليرتفع عدد مقاتليه إلى نحو 1600 عنصر، ثم لتعزف بعض هذه الكتائب عن القتال ضد “أحرار الشام”.
يتهم الفصيل بتنفيذ عمليات تصفية ضد مقاتلين وقادة في فصائل المعارضة، كما توجه إليه أصابع الاتهام في تبعيته أو ميوله لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
تطور الخلاف بين “جند الأقصى” و”أحرار الشام” إلى مواجهات مسلحة في تشرين الأول الماضي، سقط إثرها قتلى وجرحى من الجانبين.
إثر ذلك أعلن الفصيل مبايعته “جبهة فتح الشام”، لتظهر الأحداث الأخيرة أن البيعة كانت شكلية، احتفظ التنظيم من خلالها بكيانه الخاص، دون تأثير لقيادة الجبهة عليه.
أنشأت أربعة فصائل معارضة غرفة عمليات مشتركة لقتال “جند الأقصى”، السبت 22 كانون الثاني الجاري، وهي: “أحرار الشام” و”جيش المجاهدين” و”صقور الشام” و”تجمع فاستقم كما أمرت”، على أن تنحصر عملياتها الحالية في جبل الزاوية.