عنب بلدي – الغوطة الشرقية
تبحث مؤسساتٌ وهيئاتٌ من الغوطة الشرقية عن رؤية جامعة لتفعيل الدور المدني في إدارة المنطقة، من خلال المرافق والمؤسسات فيها، والتي تشارك في صياغة سياساتها وقراراتها “المصيرية“، ما دعا أكثر من مئة مؤسسة وهيئة منها، إلى إطلاق “المؤتمر العام للغوطة الشرقية“، الذي عُقد مؤتمره التأسيسي في بلدة مسرابا، الأربعاء 18 كانون الثاني.
قرابة 500 شخصٍ شاركوا في المؤتمر، ممثلين عن 121 مؤسسة وهيئة ومجلس محلي، على اختلاف أعمالهم في الغوطة، للخروج برؤية واضحة وبداية العمل على تشكيل جسم واحد، يمثل ما سبق من كيانات بشكل “عادل”، وفق أسامة حوا، عضو اللجنة التحضرية في المؤتمر.
بحثًا عن المساواة في التمثيل
ويقول حوا لعنب بلدي إن المؤتمر جاء تلبية لمطالب جماهيرية، تدعو إلى توحيد الكلمة في القطاع المدني والمؤسسات والفعاليات الشعبية، حتى يكون للغوطة صوت واحد وتكون المؤسسات ممثلة ضمن كيان يقف على القرارات المصيرية، ويتكامل مع العسكريين في توحيد الجهود عسكريًا للخروج بالقيادة العامة للغوطة الشرقية.
وشملت الدعوات جميع المؤسسات الخدمية والإغاثية والطبية والتعليمية، والتي حضرت ممثلة برؤسائها، وأوضح عضو اللجنة أن الفترة التحضيرية استمرت بين ثلاثة وأربعة أشهر، “حتى وضعت النظرة العامة، من خلال استقراء مع المؤسسات المدعوة حول ماهية المشروع بشكل كامل”.
وجاء الإعلان عن “المؤتمر العام”، بعد أن أصبح “مشروعًا ناضجًا في أذهان الجميع”، ورغم وجود الهيئة العامة في الغوطة، التي تضم عشرات المنظمات فيها، يرى حوا أن الغوطة بحاجة إلى مؤسسة جامعة وعدالة في التمثيل، “وهذا ما يفتقد في أي جسم آخر حاليًا، ولذلك تنادت المؤسسات التي لبعضها تمثيل ضمن الهيئة العامة لطرح كيان جديد”.
انسحاب الكثير من المؤسسات حين تشكل الهيئة العامة، بسبب غياب المساواة، لم يوفر لها النجاح، وفق رؤية حوا، الذي يعتبر أن الطرح الجديد “فيه تلافٍ لأخطاء الهيئة، وطرح رؤية متوافقة مع المتطلبات الحالية في الغوطة، والظروف التي تعيشها الثورة، فجميع ما سبق من مشاريع لم تكن كافية لتلبية تطلعات الناس”.
الهيئة العامة “أصبحت لونًا واحدًا“
بدأت منظمة “البشائر” عملها مع انطلاق الثورة، تحت مسمى “مجلس ريف دمشق الإغاثي”، وتطورت لتوسع نشاطاتها خلال السنوات الخمس الماضية، من خلال رعاية مشاريع وتوفير فرص عمل، وفق القائمين عليها. |
يصف محمد علي، مدير منظمة “البشائر” الإنسانية، الذي حضر المؤتمر التأسيسي، بأنه “خطوة مباركة وطيبة كنا نأمل أن نراها على أرض الغوطة منذ زمن”، معبرًا في حديثٍ إلى عنب بلدي، عن تفاؤله بعد الاجتماع، في أن يحصل الجسم الجديد على القبول والنجاح مستقبلًا.
“عانت الغوطة من أحداث دامية، وشهدت نزاعات مختلفة”، وفق علي، في إشارة إلى اقتتال الفصائل العام الماضي، مشيرًا إلى أنه “كان للهيئة العامة الكثير من السلبيات، بينما حاول القائمون على المشروع الجديد التواصل معها لإصلاح الخطوات التي ينتقدها الجميع، ولكنهم لم ينجحوا خلال اجتماعات متكررة، وبالتالي أصبحت لونًا واحدًا خلال الفترة الماضية”.
يقول ياسر دلوان، مدير المكتب السياسي الداخلي في “جيش الإسلام”، إن التفاعل خلال المؤتمر الذي حضره “كان جيدًا”، مؤكدًا أن الفصيل “يدعم أي مشروع يوحد الجهود والعمل المدني في الغوطة”.
تضم الهيئة العامة في الغوطة الشرقية قرابة 250 شخصية، تأسست أواخر عام 2014، وشارك في تزكيتها نحو 12 مؤسسة، و65 منظمة مجتمع مدني، و32 مجلسًا محليًا، وفق القائمين عليها. |
ويرى دلوان في حديثٍ إلى عنب بلدي، ضرورة “تنسيق العمل على مستوى الغوطة ككل، بحيث لا يضاهي الكيان الجديد أي كيان آخر موجود سابقًا”.
بعيدًا عن المؤتمر تُحضّر الهيئة العامة للدورة الثانية لها، إذ شارفت دورتها الأولى على الانتهاء، معتمدة على تقييم المرحلة السابقة، “والبناء على ما أنجز”، وفق رئيسها، محمد سليمان دحلا.
يرى دحلا أن المؤتمر “لا يرقى لوصفه بهذا الاسم، كونه لم تحضره المؤسسات والشخصيات الفاعلة، وإنما اقتصر على شريحة لها كل الاحترام من الشرائح السياسية الناشئة في الغوطة، والمرتبطة عضويًا بالقيادة الأمنية الشرعية لفصيل نحترمه والمؤسسات والشخصيات التابعة له”.
ويقول رئيس الهيئة لعنب بلدي، إن باب الهيئة العامة “كمظلة مدنية جامعة للغوطة، مايزال مفتوحا للجميع، ليشاركوا بفاعلية ضمن ورشات عمل الدورة الثانية لها”.
لا يبدو أن العمل للوصول إلى كيان واحد أمر سهل، ويعزو أهالي الغوطة السبب، لتشتت العمل وتعدد آراء أصحاب القرار، وممثلي الهيئات والمنظمات بهذا الخصوص.