قال وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، إنّ إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، قدمت معادلة لإنهاء الصراع في سوريا، ذات فرص تعد الأكثر واقعية ضمن الحلول المطروحة حتى الآن، من حيث دعم الجهود الديبلوماسية لوقف إطلاق النار على الأراضي السورية.
وفي مقال نشره كيري، في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، بالتزامن مع تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية أمس، الجمعة 20 كانون الثاني، اعتبر أنّ الولايات المتحدة الأمريكية عملت خلال الأعوام الستة الماضية على تعزيز المساعدات الإنسانية للسوريين.
وأضاف كيري، في المقال الذي حمل عنوان “هذا ما حققناه حتى الآن”، أنّ الجهد الأمريكي انصبّ في تهميش دور “الجماعات الإرهابية” وتعزيز المحادثات السورية بهدف صياغة دستور جديد، وبناء حكومة ديمقراطية في البلاد.
وحول التدخل العسكري المباشر في سوريا، أوضح كيري أنّ الأمر أخذ قسطًا كافيًا من الجدل والمناقشة في الاجتماعات المغلقة لغرف العمليات السرية.
وكانت الولايات المتحدة نشرت خلال العامين الماضيين قوات تابعة للوحدات الخاصة شمال سوريا، بهدف تدريب قوات “سوريا الديمقراطية” دعمًا لقتالها تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما قادت عمليات التحالف الدولي الجوية لضرب مواقع التنظيم في سوريا والعراق.
ودعمت الوحدات الأمريكية الخاصة، بشكل “خجول”، عمليات “درع الفرات” التركية في شمال سوريا، والتي تمّ بموجبها إبعاد تنظيم “الدولة” عن مناطق واسعة من ريف حلب الشمالي.
ويحمّل ناشطون ومعارضون سوريون الولايات المتحدة مسؤولية طول الصراع، لسياستها المتردّدة تجاه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي تقف قواته والميلشيات الرديفة له وراء مقتل أكثر من ربع مليون سوري، بحسب منظمات حقوقيّة محلية ودولية.
كما تنتقد المعارضة الدور الأمريكي “الخجول” في دعمها، إذ اشترطت الولايات المتحدة عليها قتال تنظيم “الدولة” دون النظام السوري، وهو ما أدى إلى فشل برنامج التدريب الخاص بها، وحال دون وصول مضادات طيران للفصائل المقاتلة.
كيري قال إنّ الولايات المتحدة ما تزال حتى اليوم منخرطة في جهود متصاعدة لتحرير مدينة الرقة السورية، ومدينة الموصل العراقية، أهم معاقل تنظيم “الدولة” في سوريا والعراق، بخطوات عسكرية تعتمد على جهود ديبلوماسية لقطع موارد التنظيم المالية.
ويتوقع محللون أن تشهد الساسة الأمريكية بقيادة الرئيس الجديد تغييرًا كبيرًا تجاه القضية السورية، وخاصة بعد تصريحاته التي قال فيها إنه سيقطع الدعم عن المعارضة السورية، ويتبنى موقفًا أكثر قربًا من روسيا وبالتالي حليفها النظام السوري.