آخر أيام الممانعة
عنب بلدي – العدد 83 – الأحد 22-9-2013
يبدو أن ورقة «الممانعة» التي استغلها النظام السوري أمام شعبه في كل فرصة سنحت له طيلة عقود، قد سقطت أخيرًا حين تخلى بين ليلة وضحاها عن سلاح الردع الاستراتيجي، مضحيًا بالقوة التي احتفظ بها ليوم المواجهة مع إسرائيل. فالأسد الذي طالما زج بالمفكرين في سجونه وصنفهم بتهم «وهن نفسية الأمة» و “إضعاف الشعور القومي»، أبدى استعداده التام للتخلي عن سلاحه الكيماوي ليدمره الغرب، مقابل غض الطرف عن جرائمه، والتي باتت بهذه التسوية تجري تحت أنظار المجتمع الدولي وبمباركته، متفضلًا على الأمم والشعوب بمخاطرته بالاحتفاظ بها كل هذه المدة، وليلحق ذلك بطلب للانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية. في الوقت الذي لا يزال فيه إعلام النظام وأزلامه يسوقون شعارات المقاومة والصمود، رغم إعلان النظام عن انتهاء صلاحيتها رسميًا، فبقاء الأسد ونظامه هو نصر الممانعة، وإن كان ينطوي على استسلامه أمام أعدائه.
وإن كان الأسد بهذه الخطوة يستجدي الوقت من المجتمع الدولي، فهو يستعجل سقوطه من السوريين؛ إذ أكّد هذا التنازل الذي قدمه الأسد في سبيل التهرب من مواجهة مع الولايات المتحدة، أكّد للثوار «وهن» هذا النظام و “ضعف» إمكاناته في هذه المرحلة، وبات جليًا أن هذا التنازل، الذي كشف زيف الشعارات التي قام عليها النظام وأعلن سقوط جبهة «الممانعة»، ما هو إلا بداية نهايته؛ فمهل المجتمع الدولي لن تحميه طويلًا، وأمريكا التي قامت بمسرحية «الضربة» خوفًا على إسرائيل من وقوع السلاح بأيدي الممانعين الحقيقيين، قد لا تمحي خطوطها الحمراء مرة أخرى كرمى نظام باتت أوراقه كلها خاسرة، كما أن الدعم الروسي والإيراني لن يستمر حليفًا لمن خسر سلاحه وقوته وفقد السيطرة على أرضه، وفوق كل ذلك، لن تتوقف المطالب بالحرية والخلاص، فالأسد لن يكون ندًا لإرادة السوريين التي لم يكسرها سلاحه الكيماوي، كما لم يكسرها قصفه ورصاصه قبله.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :