عنب بلدي – العدد 83 – الأحد 22-9-2013
الائتلاف يعتبر ممارسات «داعش» عدوانًا على قوى الثورة السورية
سيطرت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مدينة أعزاز شمال حلب، ما أدى إلى نشوب اشتباكات مع «الجيش الحر»، انتهت الخميس بوقف لإطلاق النار بين الطرفين بوساطة لواء التوحيد بعد مقتل 6 مقاتلين، فيما ندد الائتلاف الوطني السوري للمرة الأولى بممارسات «الدولة الإسلامية» واعتبرها عدوانًا على قوى الثورة السورية، في الوقت الذي دعا فيه الجيش الحر «المقاتلين الأجانب» لمغادرة البلاد.
«داعش» تسيطر على أعزاز
بعد معركة استمرت لساعات بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التابعة لتنظيم القاعدة، ولواء «عاصفة الشمال» التابع للجيش الحر، سيطرت «الدولة الإسلامية» على مدينة أعزاز في الريف الشمالي لمدينة حلب مساء الأربعاء 18 أيلول الجاري، لتسحب بذلك السيطرة من قبضة لواء عاصفة الشمال على حواجز وطرق حيوية في المدينة وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
لتبدأ بعدها اشتباكات بين الجانبين راح ضحيتها 6 مقاتلين من الجيش الحر والناشط الصحفي عمر دياب المعروف بـ «حازم العزيزي»، كما قامت «داعش» (اختصار للدولة الإسلامية في العراق والشام) باعتقال مدنيين من منازلهم وأقامت نقاط تفتيش كما نقل ناشطون من داخل المدينة مبدين، مبدين استياءهم وتخوفهم خصوصًا بعد نزوح المدنيين إلى الأراضي التركية عبر معبر باب السلامة.
وأفاد المركز الإعلامي السوري بأن الاقتتال بدأ على خلفية رفض لواء عاصفة الشمال طرد طبيب ألماني قُدم به إلى مشفى ميداني يحوي جرحى ومصابين من الدولة والجيش الحر، إذ رفضت الدولة وجوده على اعتبار عناصرها «من الأخوة المهاجرين القادمين من أوروبا وأمريكا بشكل كبير وهذا ما يسبب ضرر كبير للدولة»، بينما يشير ناشطون بأن «داعش» تحاول السيطرة على أعزاز لموقعها الاستراتيجي على الحدود التركية والتحكم بمعبر باب السلامة الذي أغلقته قوات الأمن التركية على خلفية هذه الاشتباكات.
لواء التوحيد يعيد الهدوء للمدينة
لواء عاصفة الشمال وجّه بدوره نداء استغاثة إلى لواء التوحيد -أبرز ألوية الجيش الحر في الشمال السوري-، في بيان جاء فيه «نطالب لواء التوحيد بالالتزام بالقسم الذي أقسمه أمام الله بحماية الشعب، للتوجه فورًا إلى مدينة أعزاز لحماية المدينة وتحريرها من كتائب «داعش»، ليرسل الأخير رتلًا عسكريًا من معبر باب السلامة إلى المدينة لفرض الأمن وفق المركز الإعلامي السوري، ونقل ناشطون أن قوات اللواء فرضت حالة من الهدوء يوم الخميس 19 الجاري فور وصولها إلى المدينة وفصلها بين الطرفين.
هدنة برعاية لواء التوحيد
وتوصل الطرفان إلى اتفاق على هدنة برعاية «لواء التوحيد» ليل الجمعة، نص على أن اتفقا على «وقف إطلاق النار فورًا، وخروج جميع المحتجزين بسبب المشكلة خلال 24 ساعة من تاريخ توقيع الاتفاق، ورد جميع الممتلكات المحتجزة لدى الطرفين»، كما اتفق الجانبان على «أن يضع لواء التوحيد حاجزًا بين الطرفين لحين انتهاء المشكلة في أعزاز»، ولم تتطرق الهدنة لحل المشكلة جذريًا على أن تحلها الهيئات الشرعية إذ «يكون المرجع في أي خلاف هيئة شرعية معتبرة من الطرفين».
أمضى على الاتفاق أبو عبد الرحمن الكويتي عن «داعش» والنقيب المنشق أحمد غزالة أبو راشد عن لواء «عاصفة الشمال»، كما وقع شخصان آخران بصفة شاهدين هما أبو توفيق عن «لواء التوحيد»، وإبراهيم الشيشاني وهو قائد في «جيش المهاجرين والأنصار».
لكن لواء عاصفة الشمال أكد أمس السبت أنه لم يتمّ الإفراج سوى عن تسعةٍ فقط من مجمل المخطوفين.
الائتلاف يندد بممارسات «داعش»
بدوره أعلن الائتلاف الوطني السوري في بيان له أنه يدين ممارسات «الدولة الإسلامية» ووصفها بـ «القمعية»، واتهمها بالابتعاد عن الجبهات ضد قوات النظام السوري لمحاربة «قوى الثورة، وندد بيان الائتلاف بـ»عدوان داعش على قوى الثورة السورية والاستهتار المتكرر بأرواح السوريين»، معتبرًا أن ممارساتها «خروج عن إطار الثورة السورية».
كما اتهم الائتلاف التنظيم بـ»الارتباط بأجندات خارجية، ودعوته لقيام دولة جديدة ضمن كيان الدولة السورية، متعديًا بذلك على السيادة الوطنية»، و «تكرار ممارساته القمعية واعتداءاته على حريات المواطنين والأطباء والصحافيين والناشطين السياسيين خلال الشهور الماضية»، ورأى في محاولتهم تعزيز مواقع التنظيم في المناطق المحررة استعادة لـ «تاريخ قمع حزب البعث وجيش نظام الأسد وشبيحته».
وهي المرة الأولى التي يخص فيها الائتلاف التنظيم باتهام قوي مباشر، بعد أن اكتفى بتلميحات مسبقة لانتهاكات هذه التنظيمات.
الحر يدعو المقاتلين الأجانب لمغادرة البلاد
وفي تطور مماثل دعا فهد المصري مسؤول إدارة الإعلام المركزي في الجيش الحر جميع المقاتلين الأجانب إلى مغادرة الأراضي السورية، مشددًا على ضرورة أن يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه؛ وقال المصري في تصريح لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية يوم السبت إنه سيتم «عزل هذه التنظيمات المتطرفة، وعليها أن تخرج فورًا من سوريا لأنها غير مرحب بها بسبب السلوكيات التي تمارسها التي تتنافى مع أخلاق الدين الإسلامي الحنيف ومع مبادئ الجيش الحر».
وأكد المصري أن جميع المقاتلين الأجانب «سواء متطرفين أو غير ذلك مطالبين بمغادرة سوريا فورًا، وإلا سيتم مواجهتهم كما تتم مواجهة النظام السوري».
تصويت ضد دولة العراق والشام
ونشرت صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد في الفيسبوك تصويتًا حول تواجد «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بدأ يوم 15 أيلول لمدة 3 أيام، مفاده «هل تعتقد أن محصلة أعمال الدولة الإسلامية في العراق والشام تصب في مصلحة الثورة السورية، وفي مصلحة السوريين؟»، محددة الإجابة بنعم أو لا.
ورفض 86% تواجد «داعش»، معتبرين أن أعمالها لا تصب في مصلحة الثورة السورية والسوريين، فيما أيد ذلك التنظيم 14% فقط من المشاركين.
ويبلغ تعداد مقاتلي «داعش» قرابة 10 آلاف مقاتل غالبيتهم من العرب والأجانب وفق تقديرات معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، فيما يصل عدد المقاتلون الأجانب في سوريا إلى 20 ألف مقاتل من 20 دولة.
وسبق أن شهدت المناطق المحررة في الشمال السوري اشتباكات بين مجموعات من الجيش الحر ومجموعات تنتمي لتنظيم القاعدة، اتُّهمت هذه التنظيمات على أثرها بالمسؤولية عن مقتل قادة من الحر أبرزهم كمال حمامي من هيئة الأركان، وأبو عبيدة البنشي قائد في حركة تحرير الشام الإسلامية؛ كما واجهت هذه التنظيمات في وقت سابق اشتباكات عنيفة ضد مقاتلين أكراد ينتمون لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في مدينتي الرقة والحسكة.