قرآن من أجل الثّورة 83

  • 2013/09/26
  • 9:39 ص

عنب بلدي – العدد 83 – الأحد 22-9-2013
خورشيد محمد  – الحراك السّلمي السّوري
5
المستبد
المستبد إله، إله صنعناه بأيدينا ونسكن فيه ويسكننا. نحن المكوّن الأعظم لذلك الإله الذين نعبده أو نعاديه. سواء كان شخصية صالحة كسليمان أو مستبدًا ظالمًا كفرعون، كل منهما عندما سقط جثة هامدة أُسقط في أيدي تابعيهم متعجبين من تحول الإله أو المنظومة أو الشماعة التي علقوا عليها كل شيء إلى جسد وجثة هامدة. كذلك حصل عند اعتقال صدام عندما تحولت أسطورة القوة إلى سراب ودولة خاوية على عروشها. كذلك عندما انهال الناس ضربًا على القذافي الذي تحول من متجبر إلى جرذ يطلب الرحمة، تعجب ضاربوه: كيف يكون ضربه بهذه السهولة؟! كيف ينزف دمًا؟! لماذا زهقت روحه بهذه السرعة بطلقة واحدة؟! لمَ لم يشف قتله غليلنا وينهي مشاكلنا؟!
وهكذا ستكون نهاية بشار، مخيبة للآمال، الحل منا وفينا، نحن المشكلة والحل، الإله الذي يجب أن نكفر به يسكننا، إن لم نسارع للكفر به سيبحث عن عجل جسد نسجد له بعيد غرق الأسد ولا تزال دموع الفرح ندية كما كانت أرجل بني إسرائيل مبتلة من معجزة شقّ البحر!
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ} (سورة البقرة، 54).
(ملاحظة: لم أقصد أن أنسب الاستبداد بالمعنى السلبي لسيدنا سليمان عليه السلام، الفكرة التي أردت إيصالها أن الاستبداد هو نتيجة تفاعل طرفين وفي حالة سليمان كان بسبب قابلية الاستعباد عند الشياطين والجن دون أن يكون بسبب ظلم سليمان).

الحسّ الإنساني
أنحني احترامًا لأولئك المتفاعلين والفاعلين في القضية السورية من غير السوريين. كم من آلام الآخرين تفاعلنا وفعلنا فيها حتى نطالب الآخرين بالتفاعل معنا. أمثال أولئك علّموني أن الاستضعاف والظلم إن لم يكن بوابة إلى حس إنساني يتجاوز كل الألوان والأعراق والطوائف فإنه يتحول إلى سجن من التسول والوصاية واجترار الآلام. إنه إحساس يكرم الإنسان ويرفض إهانته لأن الله أكرمه {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} (سورة الإسراء، 70)

مقالات متعلقة

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب