أحرزت قوات الأسد وميليشيا “حزب الله” اللبناني تقدمًا ملحوظًا في منطقة وادي بردى غرب العاصمة دمشق، بالتزامن مع اغتيال اللواء المتقاعد أحمد الغضبان، الوسيط في المفاوضات بين طرفي الصراع، وسط تبادل للاتهامات.
وسيطرت قوات الأسد والميليشيات الرديفة على قريتي بسيمة وعين الخضراء المجاورة، مساء أمس، السبت 14 كانون الثاني، إثر هجوم مباغت من ثلاثة محاور.
وجاء الهجوم استمرارًا لخروقات نفذها النظام منذ مساء الجمعة، عقب التوصل لاتفاق بين فصائل وادي بردى وقوات الأسد، يتيح إدخال ورشات الصيانة إلى نبع عين الفيجة لإصلاحه واستئناف إمداد دمشق بالماء.
ووفقًا للمعطيات الميدانية، فإن القوات المهاجمة باتت على أبواب قرية عين الفيجة من المحور الجنوبي الشرقي، وجرت مواجهات بين الجانبين على أطراف القرية ابتداءً من مساء أمس.
من جهة أخرى، اغتيل اللواء المتقاعد أحمد الغضبان، والذي تولى إدارة ملف وادي بردى منذ خمسة أعوام، ويعتبر وسيطًا بين المعارضة والنظام السوري خلال الأحداث الأخيرة.
أبو محمد البرداوي، عضو الهيئة الإعلامية في وادي بردى، أشار إلى أن الغضبان استدعي أمس إلى حاجز دير قانون التابع لـ “حزب الله”، على أطراف الوادي، ليجتمع مع العميد قيس الفروة، من مرتبات “الحرس الجمهوري” وعدد من لوزراء والوجهاء المحليين.
وعقب الحديث بين الأطراف، أقدم العميد الفروة على إطلاق الرصاص على اللواء الغضبان، وإعدامه ميدانيًا أمام المسؤولين والوجهاء، دون معرفة الأسباب والمبررات لهذا الفعل.
لكن الإعلام الرسمي اتهم “المجموعات الإرهابية” بتصفية الغضبان، وتحديدًا “جبهة النصرة” (فتح الشام)، وذلك برصاص “قناص” قرب نبع عين الفيجة.
اللواء أحمد غضبان، من مواليد عين الفيجة في وادي بردى، شارك في حرب تشرين ضد إسرائيل، وفي مواجهات لبنان عام 1982، وشغل منصب قائد الفرقة 14 في “الجيش السوري” قبل تقاعده عام 2003.
وتستمر المواجهات والقصف العنيف على قرى وادي بردى منذ أواخر كانون الأول الفائت، في مسعى للنظام وحلفائه لبسط سيطرتهم على المنطقة، وتسببت الغارات الجوية بأعطال جسيمة في نبع “عين الفيجة”، توقف إثرها ضخ المياه إلى العاصمة دمشق منذ ذلك الوقت.