لغة المال والعقود ومديري الأعمال تحيط بكرة القدم.. ماذا تعني؟

  • 2017/01/15
  • 2:18 م

في عالم كرة القدم الحديثة تتكلم لغة المال والأرقام، الشراء والبيع لسلعٍ من نوع آخر، وصناعة النجوم على هامش الصفقات الضخمة، بين ليلة وضحاها يمسي لاعبٌ عاديًا ويصبح آخر نجمًا هو الأغلى في تاريخ الكرة.

مديرو أعمال اللاعبين والشركات الراعية لهم تسعى وتسوّق دائمًا لموكليها، لإيصالهم إلى النجومية، ورفع قيمة أسهمهم في كواليس بورصة كرة القدم، حيث تُصنع الأساطير وتبدأ رحلة النجومية.

تتصاعد أسعار اللاعبين بين سنة وأخرى، مرتبطة بالأزمة الاقتصادية العالمية، إذ كان أغلى لاعب في العالم بداية الألفية الثالثة بقيمة 56 مليون يورو، الرقم الذي دوّنه أرشيف كرة القدم في صفقة انتقال الإيطالي هيرتان كريسبو من فريق بارما إلى لاتسيو، ليصبح في 2016، أكثر من ضعف المبلغ في صفقة أغلى لاعب في التاريخ، للفرنسي بول بوغبا عند انتقاله من جوفنتوس الإيطالي إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي.

هذا يدل على أن كرة القدم تسعى إلى الخرافية، حيث ينفصل فيها لاعبو اللعبة الأكثر شعبية في العالم عن العالم المتابع والمشجع، فلا يمكن مقارنة الأرقام التي تتكلم بها الكرة بأي مهنة أخرى علا شأنها أو قل في أي بلد من العالم، وعلى الرغم من الأهمية القصوى للمال في كافة مجالات الحياة، إلا أن الثابت بأنه لم يدخل مجالاً بقوة إلا وأفسده سواء على صعيد الإعلام أو السياسة والكثير من المجالات، حتى وصل إلى كرة القدم التي باتت تجارة رائجة للكثيرين من الوكلاء والسماسرة، بل إنها مطية للعديد من اللاعبين للكسب السريع وبصورة طردية لتصل المبالغ حدّ الجنون.

أصبح وكلاء أعمال اللاعبين قوة ضاربة في عالم كرة القدم، إذ يعملون كوسطاء بين اللاعبين والأندية ويتقاضون مبالغ خيالية عند إتمام صفقات الانتقال، وبسبب الارتفاع الجنوني في أسعار صفقات انتقال اللاعبين في الدوري الإنكليزي الممتاز على سبيل المثال، يتقاضى الوكلاء مبالغ ضخمة، وذكرت تقارير صحفية أن وكيل أعمال بول بوغبا الإيطالي (الهولندي مينو رايولا) جنى حوالي 33 مليون دولار، لقاء صفقة انتقال بوغبا إلى الشياطين الحمر.

لا يمكن بطبيعة الحال إنكار مجهود اللاعبين في إثبات أنفسهم والركض وراء المجد بـ “سراج وفتيلة”، واعتنائهم بصحتهم وقوتهم الجسمية والبدنية التي تساهم في رفع قدرتهم على العطاء في أي مستطيل أخضر، ولكن كما يقول الأسكتلندي بيل شانكلي، مدرب نادي ليفربول السابق، “أنا لا أعتقد أن كرة القدم مهمة جدًا، نحن لا ننقذ أرواحًا أو نقدم خدمات كبيرة للبشرية، نحن فقط نسلي الناس ونحاول أن ننسيهم همومهم خلال تسعين دقيقة”.

كلام دقيق إلى حدّ بعيد ويمكنه أن يعبر ربما عن رأي الكثير من جماهير كرة القدم، فمهما كانت مهارة اللاعبين وإمكانياتهم، لا تتجاوز مهمتهم الأهداف، ولا ينتظر منهم ملايين المتابعين سوى التسجيل في مرمى الخصم أو صدّ الكرة عن مرماهم.

 

كيف يتم انتقال لاعب من نادٍ لآخر؟

عندما نسمع مثلًا عن انتقال لاعب ما بعقد قيمته مليون يورو، هذا لا يعني أن اللاعب هو الذي سيأخذ هذه الملايين وإنما فريقه، ولكن قيمة العقد ليست كلها للفريق، ويملك كل لاعب عقدًا بعدة سنوات.

عند شراء عقد لاعب بأربع سنوات مثلًا، وأراد فريق آخر شراءه بعد سنتين فقيمة الصفقة يأخذها الفريق وليس اللاعب، ويأخذ اللاعب أجرة شهرية يتفق عليها مدير أعماله مع الفريق، ولكن إذا انتهت الأربع سنوات فإن قيمة كل الصفقة يأخذها اللاعب وتحذف منها الأجرة الشهرية وتقسم على عدد سنوات العقد الجديد.

كل هذا في الصفقات “الصغيرة” التي لا تتجاوز 15 مليون يورو تقريبًا، وهي الصفقات المنتشرة بكثرة، وأما الصفقات الكبيرة فيأخذ اللاعب نسبة من قيمة الصفقة إضافة إلى الأجرة الشهرية.

ففي صفقة بوغبا، كشفت شبكة “ميدياست” الإيطالية، عن تفاصيل عقد اللاعب مع اليونايتد، التي وصلت إلى 130 مليون يورو.

وحصل نادي يوفنتوس منها على 110 ملايين، بينما حصل بوغبا على راتب سنوي 13 مليون يورو، على أن تزيد قيمته بشكل تدريجي على مدار سنوات العقد الخمس، حتى يصل الراتب إلى 20 مليون يورو في الموسم الأخير، كما حصل مدير أعمال اللاعب على حوالي 31 مليون يورو.

 

من هم اللاعبون الذي يتقاضون الراتب الأعلى في العالم؟

شهدت السنوات الأخيرة توجهًا صينيًا نحو كرة القدم، وخاصة الأوروبية، فأحدثت الصين ثورة حقيقية في الرواتب، من خلال إغراء اللاعبين الكبار للقدوم إلى الدوري المحلي مقابل أرقام خيالية.

كانت آخر الصفقات التي أعلنها اللاعب البلجيكي أكسيل فيتسل، مع نادي تيانجين جوانجيان الصيني، لمدة ثلاثة مواسم مقابل راتب “خيالي” لم يتم الإفصاح عنه بعد.

وكان ذات النادي قدّم 93 مليون يورو لضم المهاجم التشيلي ديجو كوستا.

وذكرت تقارير صحفية أنه من بين 20 لاعبًا رواتبهم الأعلى في العالم، هناك عشرة لاعبين يلعبون في الدوري الصيني.

ويأتي في رأس القائمة على الترتيب، البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد 21 مليون يورو سنويًا، يتبعه ميسي بـ  20 مليون يورو سنويًا، وهناك لاعب شنجهاي الصيني 20 مليون يورو، ومن ثم البرازيلي نيمار داسيلفا بـ 19 مليون يورو.

ويلحقهم في قائمة العشرة الأوائل، زلاتان إبراهيموفيتش وبول بوغبا لاعبا مانشستريونايتيد، والإيطالي غراتسانو بيلي الذي يلعب في الصين، بنفس الراتب السنوي 16 مليون يورو سنويًا، وتوماس مولر لاعب البايرن، والكولومبي جاكسون مارتينيز لاعب غوانزهو الصيني، وتياجو سيلفا لاعب باريس سان جرمان.

 

 أغلى عقود الرعاية في كرة القدم عالميًا

صنعت فرق كرة القدم العالمية أجيالًا من المشجعين الذين يحرصون بشدة على اقتناء كل ما يخص فريقهم، وهو ما أوجد صناعة رائجة لعقود رعاية تلك الفرق.

واختلفت قيمة عقود الرعاية من نادٍ إلى آخر حسب شهرة كل فريق، ونسب المشاهدة التي يحظى بها، بما يحقق فائدة للشركات الراعية لرفع أسهم إعلاناتها.

وتنقسم عقود الرعاية بحسب مجلة “فوربس” الأمريكية إلى قسمين، قسم مصنعي الملابس الرياضية، وقسم الشركات التي تدفع أموالًا مقابل الدعاية على صدر القميص.

وبالنسبة للشركات، تنفق “أديداس” الألمانية 400 مليون دولار سنويًا لرعاية قمصان خمسة فرق، فيما تنفق “نايك” 80 مليون دولار على ثلاثة فرق هي برشلونة ومانشيستر سيتي وباريس سان جيرمان.

ويحظى نادي مانشستر سيتي كذلك بحقوق رعاية من شركة طيران الاتحاد، بينما ترعى شركة طيران الإمارات نادي أرسنال، وتم وضع اسم الشركتين على ملعبي الفريقين.

وتتصدر الفرق التالية ترتيب أعلى عقود الرعاية في العالم:

 ريال مدريد الإسباني

يتصدر النادي الملكي قائمة أكبر الفائزين بعقود الرعاية، حيث أبرم عقد رعاية مع “أديداس” قيمته 1.6 مليار دولار، ليحصل الفريق بموجبه على 192 مليون دولار من مبيعات قمصانه سنويًا.

مانشستر يونايتد الإنكليزي

وقع النادي الإنكليزي عام 2014 عقدًا لمدة سبعة أعوام بقيمة 559 مليون دولار مع شركة شيفروليه، أي نحو 80 مليون دولار سنويًا.

ويحصل النادي على حوالي 187 مليون دولار سنويًا من عقود بيع قمصان الفريق، إذ يمتلك أيضًا عقد رعاية للملابس الرياضية مع “أديداس”، لمدة عشر سنوات بقيمة 110 ملايين دولار سنويًا.

 بايرن ميونيخ الألماني

يحصل النادي سنويًا على 111 مليون دولار من عقود رعاية قمصانه وملعبه.

وكان بطل البوندسليغا أبرم عقد رعاية لأكثر من 50 عامًا مع شركة “أديداس”، ومددت الشراكة لتستمر حتى عام 2030.

ويحصل بايرن على 34 مليون دولار سنويًا من شريك رعاية قمصان الفريق شركة “دويتشه تيليكوم”.

كما مدد الفريق عقده منذ عامين مع شركة “أليانز” التي حصلت على حقوق وضع اسمها على ملعب الفريق، فضلًا عن أنها تستثمر 150 مليون دولار للحصول على 8% من أسهم ملكية الفريق.

 تشيلسي الإنكليزي

وقع النادي عقدًا مع شركة “يوكوهاما رابر” اليابانية يحصل بموجبه على 57 مليون دولار سنويًا.

 أرسنال الإنكليزي

وقعت شركتا “بوما” و”نيوبالانس” عقدًا مع أرسنال يتقاضى من خلالهما 43 مليون دولار سنويًا.

برشلونة الإسباني

ربما يكون غياب الفريق عن المراتب العليا للفرق صاحبة أعلى عقود رعاية مثيرًا للدهشة، كونه ثاني أكبر الفرق قيمة بـ 3.55 مليار دولار، إذ يأتي في المرتبة السادسة في القائمة، ويحصل على 81 مليون دولار سنويًا من رعاية القمصان والملعب.

وتفيد التقارير بأن النادي يسعى للحصول من الشريك المقبل على حق رعاية قمصان الفريق بـ 60 مليون دولار سنويًا، ولا سيما أن هذا العام هو الأخير لشراكته مع الخطوط الجوية القطرية.

سيرتفع أيضًا عقد الفريق مع شركة “نايك”، ويتوقع كثيرون أن يحصل على 90 مليون دولار سنويًا، وسيتم تسديد قيمة التجديدات في ملعب برشلونة (كامب نو) جزئيًا من قبل شركة الرعاية الجديدة التي ستضع اسمها لأول مرة على الملعب.

وفي حال تم إبرام جميع هذه العقود، سيحصل برشلونة سنويًا على 200 مليون دولار، وهو ما سيضعه ضمن الأوائل في قائمة عقود الرعاية الأعلى في العالم.

مقالات متعلقة

رياضة دولية

المزيد من رياضة دولية