مثقفو الغوطة يناقشون: ما الذي يجب فعله خلال وقف إطلاق النار؟
عنب بلدي – خاص
احتضن منتدى “زيتون” للحوار في الغوطة الشرقية، ندوة حوارية تحت عنوان “ما الذي يجب علينا فعله في فترة وقف إطلاق النار”، الخميس 12 كانون الثاني، وشارك فيها ممثلون عن الهيئات الرسمية والمدنية، طارحين أفكارهم وآراءهم على عدة أصعدة.
المشاركة جاءت على الصعيد الحكومي الرسمي ممثلًا بمحافظ ريف دمشق، ومنظمات المجتمع المدني، والصعيدين الطبي والسياسي، “لتحديد أماكن الضعف والقوة، وتوجيه الأنظار إلى أهم النقاط الواجب وضعها في الحسبان”، وفق أهداف الندوة.
عنب بلدي التقت بعض المحاضرين والقائمين على الندوة، واستطلعت آراء بعض الحضور، وقال هيثم البدوي، مدير الوحدة السياسية والاجتماعية في منتدى “زيتون”، إن النقاش دار حول التجهيزات التي نفذتها الأطراف المشاركة خلال فترة الهدنة.
وتحدث المكتب الطبي الموحد عن تجهيزاته “التي فاقت حجم الدمار وتفاجأنا بها”، وفق البدوي، بينما عرض محافظ دمشق التجهيزات بخصوص الملاجئ والربط اللوجستي فيما بينها، ودعا ممثل منظمات المجتمع المدني، إلى تفعيل آليات الانتخاب والحراك الشعبي في الغوطة، والبحث عن وجوه شابة جديدة تدير العمل الرسمي والمدني.
طرحٌ لانتخابات على كافة المستويات
الصحفي أسامة نصار، ممثل المنظمات، دعا إلى “إعادة الكرة إلى أصحابها، فالمنظمات المدنية والحكومية موجودة من أجل الناس”، مشيرًا “طرحنا مسألة الانتخابات على كافة المستويات، على أن يكون لكل مواطن سوري الحق في أن يقول رأيه ويكون له صوته”.
ووفق رؤية نصار فإن ذلك يجب أن يجري من خلال آليات، تضعها النخب العاملة في المؤسسات، بعد التوعية بخصوص المشاركة، ووضع آلية لضمان الانتخابات ومراقبتها، وهذا أمر “من الضروري العمل عليه باعتباره استثمارًا في أصحاب الشأن وهم الناس”.
تنوعت الأفكار خلال الندوة، وأعيد طرح مبادرة “جيش الإنقاذ”، التي تحدثت عنها الهيئة العامة في الغوطة قبل ثلاثة أشهر، وتضمن توحد الفصائل، إلا أن المهندس الزراعي سليم الكرش، الذي حضر الندوة، اعتبر أن ذلك “مستحيل في ظل الظروف الحالية”.
“حتى لو تحقق المستحيل سيكون هناك خلل، فأي سلطة أيًا كان القائمون عليها سيكون لها مواقف سلطوية، ما لم يسبقها تخطيط عسكري ينظر للبعد الاستراتيجي”، وفق الكرش، الذي دعا “أصحاب الشأن لوضع تصور عسكري في المرحلة الحالية ويمتد لسنوات طويلة مقبلة”، معتبرًا “لا نريد أن نكون رهناء المرحلة ونعمل تحت ضغط الأزمة، بل يجب كتابة الطروحات على الورق، وإشراك من لم يأخذ حقه عسكريًا”.
ووصف الكرش مبادرة “جيش الإنقاذ” بأنها “رد فعل لا يمكن أن تصنع المستقبل، إلا في حال كان ضمن دراسة تضم بنودًا واضحة ومكتوبة وقابلة للتنفيذ”.
يرى القائمون على منتدى “زيتون” أن صعوبات تقف في وجه إقامة الندوات في الغوطة، أبرزها “عدم التزام الحضور بالموعد الرسمي”، الأمر الذي نوقش في الدقائق الأولى من الندوة، إضافة إلى نوعية الحضور، “فلم يعتد الناس في حكم الأسد على حضور أي فعالية ثقافية وفكرية، وهذا ما يعيشون آثاره السلبية حتى اليوم في مجمل المناطق المحررة في سوريا”.
رغم أن نوعية المحاور المطروحة تأتي في صلب اهتمامات الحاضة الشعبية، إلا أن عدد من حضر الندوة كان قليلًا، ووفق البدوي، فإن “المسافات والتعقيدات الأمنية التي تعاني منها الغوطة، وقفت في وجه حضور الكادر النسائي، أما حجم الدعوات للندوة فكان كبيرًا ولم يعكس عدد الحاضرين ذلك”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :