حققت النساء السوريات الريادة في مجالات متنوعة، واستطاعت كسر الصورة النمطية للمرأة السورية بعد دخولها عالم الرياضة وملامستها لنجاحٍ عالمي بامتياز.
سبّاحات وعدّاءات، خضن مسابقات وبطولات عالمية منذ تسعينيات القرن الماضي، وبالرغم من قسوة الظروف برزت أسماؤهن بعد عام 2011، في دول اللجوء، في تحدٍ لأكثر الأوقات العصيبة.
وترصد عنب بلدي أبرز الرياضيات السوريات اللاتي خضن تجارب رياضية عالمية
غادة شعاع
بطلة ألعاب قوى وكرة سلة، من مواليد بلدة محردة في حماه عام 1972، بدأت موهبتها في مدرستها الابتدائية عندما خاضت بطولة سوريا لسباق الضاحية، وفازت بالمركز الأول.
دخلت شعاع العالمية حين نالت الميدالية الفضية في دورة ألعاب البحر المتوسط لعام 1993 في فرنسا، لتواصل بعدها تألقها في أكثر من مسابقة.
فازت شعاع بميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في دول عربية وغربية وآسيوية، إلا أن هذا التألق بلغ ذروته في دورة أتلانتا في الولايات المتحدة عام 1996. إذ تفوقت على جميع المشاركات في المسابقة السباعية لتنال الميدالية الذهبية الأولى لسوريا في تاريخ الألعاب الأولمبية.
اعتزلت غادة شعاع اللعب عام 2000 بسبب الإصابات، وانتقلت للعيش بألمانيا والعمل بالتدريب فيها.
ردينة معلا
سبّاحة سورية من مواليد دمشق عام 1977، رادت في مجال السباحة، وحققت العديد من البطولات العربية والعالمية.
كانت بداياتها في عامها الـ 12، عندما فازت بلقب أصغر سبّاحة في سباق “الفتيان” الفرنسي السويسري.
وحصدت بعدها جوائز متتالية أهمها، المركز الأول في سباق اليونان الدولي 2002، المرتبة الثانية في سباق النيل الدولي لأربع سنوات متتالية بين عامي 1996 و2000، والمركز الثالث ببطولة العالم في اليابان عام 1998.
اعتزلت ردينة السباحة عام 2004، وتوفيت إثر نوبة قلبية عام 2009 عن عمر ناهز 32 عامًا.
غفران محمد
لاعبة قفز حواجز، من مواليد مدينة حلب عام 1989، حازت على ميدالية فضية في سباق 400 متر، في بطولة “الجائزة الكبرى” التي أقيمت بتايلاند عام 2012.
أثارت غفران جدلًا بعد إعلانها الانشقاق عن الاتحاد الرياضي العام، وانضمامها إلى رابطة “الرياضيين الأحرار” عام 2013.
لتعود وتمثل النظام السوري في دورة الألعاب الأولمبية المقامة في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل عام 2016، بعدما تلقّت دعوة من اللجنة الأولمبية الدولية.
يسرى مارديني
سبّاحة سورية من مواليد مدينة دمشق عام 1998، مثلت سورية في بطولة الاتحاد الدولي للسباحة العالمية عام 2012.
شاركت في الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016، بعد لجوئها إلى ألمانيا، وبالرغم من خروجها المبكر من المسابقة استطاعت إثبات نفسها بعمر 17 عامًا، بعد فوزها في سباق الفراشة ضمن الجولة الأولى.
برز اسم مارديني في حالة إنسانية، أثناء هجرتها من تركيا إلى ألمانيا، بعد أن تمكنت من إنقاذ قاربهم الذي كان على وشك الغرق، وسبحت إلى الشواطئ اليونانية وهي تسحب القارب مع شقيقتها.
وبعد وصولهما تبنّت جمعية خيرية محلية تدريبهما على السباحة في أحد النوادي القريبة من مخيم للاجئين في برلين.
وتلقت يسرى عروضًا من شركات عالمية لتجسيد قصّتها على شكل فيلم، وإحدى هذه العروض كان من هوليوود.