شهدت حمامات السوق في دمشق ازدحامًا شديدًا، بعد انقطاع المياه عن المدينة لأكثر من أسبوعين، بسبب المعارك الدائرة في منطقة وادي بردى، بين قوات المعارضة ونظام الأسد وميليشياته.
أم حسام، سيدة تقطن في دمشق، قالت لعنب بلدي، الاثنين 9 كانون الثاني، إنها بدأت ترتاد “حمام السوق” مع أهلها وصديقاتها، بسبب مرور أيام دون مياه في منزلها الواقع في حي الزاهرة بدمشق.
وبحسب أم حسام، يتوجب حجز موعد مسبق في الحمام، قبل يومين على الأقل، نتيجة للازدحام الذي يشهده، وتتراوح أسعار الدخول بين 1000 و1500 ليرة سورية، وقد تصل إلى 2500 ليرة في حمامات مثل حمام نور الدين الشهيد في دمشق القديمة.
وقالت أم حسام “منذ فترة طويلة لم ترتد النساء حمامات السوق، وفضلن الاستحمام في منازلهن، أما الآن أصبحن مضطرات إلى الذهاب، خوفًا من انتشار الأمراض الجلدية، بسبب نقص المياه وتلوثها”.
وأكد كمال، أحد سكان دمشق، إقبال الناس على حمامات السوق، التي دائمًا ما تتوفر فيها المياه، من الآبار الممتدة تحتها، وأشار إلى توافد ما يقارب 200 شخص يوميًا، إلى كل حمام في المدينة، بين رجال ونساء.
وتشهد مدينة دمشق انقطاعًا للمياه منذ 22 كانون الأول الماضي، بعد خروج نبع الفيجة عن الخدمة نتيجة تعرضه للقصف.
ويتهم النظام السوري فصائل المعارضة الموجودة في قرى وادي بردى بتفخيخ النبع، بينما نفت الفصائل الموجودة داخل القرية ضلوعها بأي عملية تفجير للنبع، مؤكدةً مسؤولية النظام عن قصفه.
وتعتبر “حمامات السوق” جزءًا لا يتجزأ من التراث الدمشقي القديم، وكان الناس يرتادونها أسبوعيًا، في النصف الأول من القرن العشرين، ليس للاستحمام فقط، بل للتنزه والالتقاء بالأصدقاء.
واشتهرت عادات الضيافة في الحمام من فواكه وحلويات، بعد تناول الغداء، وخاصة “المجدرة” التي ارتبط اسمها بحمام السوق، وهي أكلة دمشقية مكونة من برغل وعدس وزيت زيتون وبصل.
إلا أنه في النصف الثاني من القرن العشرين، شهدت الحمامات تراجعًا كبيرًا في الإقبال عليها، وتقلص عددها من 200 حمام إلى ستة، بعد أن هُدم الكثير منها وتحول بعضها إلى مقاه شعبية.
وأصبحت شبه مقتصرة على كبار السن، وعلى طقوس الأفراح، إذ يذهب العريس قبل عرسه إلى الحمام، ويزفه أصدقاؤه وسط “عراضة شامية”.
ومن الحمامات الدمشقية الشهيرة، حمام الرفاعي في الميدان، وعز الدين في باب الجابية، والملك الظاهر بيبرس في باب توما، ونور الدين الشهيد في دمشق القديمة، والمُقدَّم في الجسر الأبيض، والتيروزي في باب سريجة.
–