عنب بلدي – خاص
لم يهدأ التصعيد العسكري من قبل قوات الأسد وميليشيا “حزب الله” اللبناني على قرى وادي بردى بريف دمشق الغربي، على مدى 17 يومًا.
مراوغات وضغوط عسكرية يقوم بها النظام السوري، في خطوة لدفع المواطنين والعسكريين في القرى العشر إلى قبول الاتفاق والتسوية وإخلاء المنطقة كغيرها من مناطق ريف دمشق الغربي.
قنص مستمر وقصف بالغازات السامة
لجأت قوات الأسد إلى الغازات السامة قي قرى الوادي، فقد ذكرت مصادر متطابقة لعنب بلدي، في الخامس من الشهر الجاري، أن قوات الأسد استهدفت أطراف بلدة بسيمة في الوادي بغازٍ سامٍ.
وأكد المحامي فؤاد أبو حطب، الموجود في المنطقة، لعنب بلدي، أن قوات الأسد استهدفتها بالغازات.
ونقل المحامي عن قياديين ومقاتلين في المنطقة “امتلأت المنطقة بالغاز ما سبب صعوبة شديدة في التنفس، كما أن القبضات في بلدة بسيمة عمّمت جميعها بأمر الاستهداف، وكثيرون ارتدوا كمامات”.
ولم تستطع عنب بلدي الحصول على معلومات، حول عدد حالات الاختناق آنذاك، أو الأضرار التي سببها الاستهداف.
وإلى جانب القصف المستمر على القرى بالبراميل المتفجرة، والغارات الجوية، استهدفت قناصة “حزب الله” اللبناني، منطقة دير قانون على مدار الأيام الخمسة الماضية، وعلى خلفية هذا الاستهداف توفي الطفل أحمد محيي الدين الذي يبلغ سبعة أعوام من عمره.
“حزب الله” يمنع الوفود من الدخول إلى المنطقة
وتحدثت مصادر مطّلعة في منطقة وادي بردى لعنب بلدي عن منع عناصر من “حزب الله” وفدًا روسيًا من دخول منطقة وادي بردى، إذ أوضحت أن وجهاء وادي بردى تواصلوا مع الجانب الروسي في الأيام القليلة الماضية، ودعوه لإرسال وفد للاطلاع على الأوضاع، والعمل على وقف إطلاق النار، والتفاوض بخصوص إدخال ورشات صيانة نبع عين الفيجة.
وكان الجانب الروسي وافق وأرسل وفدًا مكونًا من أربعة ضباط، برفقة وجهاء من المنطقة مقيمين في دمشق، على أن يتم اللقاء بالقرب من حاجز “دير قانون” التابع لـ “حزب الله”.
كما أكد المحامي فؤاد أبو حطب، أن حاجزًا للحزب منع الضباط الروس من الدخول إلى المنطقة، وعادوا إلى دمشق دون الالتقاء بوجهاء الوادي.
النظام يعلن دخول الوادي والمعارضة تنفي
لم تخلُ الأيام الثلاثة الماضية من إعلانات النظام السوري عن دخول منطقة عين الفيجة والسيطرة على النبع، لتليها الأنباء عن وصول وفود المصالحة إلى المنطقة من أجل تسوية أوضاع القاطنين داخل القرى.
شبكة “دمشق الآن”، المقربة من النظام، ذكرت السبت 7 كانون الثاني أنه “يتم الآن فتح طريق دير قانون أمام ورشات إصلاح مؤسسة مياه دمشق بإشراف قيادة الحرس الجمهوري، كما أن لجنة المصالحة قامت بالتوجه إلى نبع عين الفيجة يتبعها تحرك ورشات الإصلاح “.
أبو محمد البرداوي عضو الهيئة الإعلامية في المنطقة، أكد أنّ النظام أرسل، الجمعة 6 كانون الثاني، عددًا من وجهاء المنطقة للمطالبة بإجراء مصالحة شاملة على غرار مصالحتي قدسيا والتل، إلا أنّ الأمر قوبل بالرفض الشديد من فصائل المعارضة وأهالي المنطقة.
البرداوي، شدّد على أنّ أهالي وادي بردى رفضوا إجراء أي هدنة، أو التوصل إلى تهدئة مع قوات الأسد، وأضاف “لو أرادوا الموافقة لوافقوا منذ شهرين على ذات الطرح قبل أن تهدم قراهم، ويستشهد أبناؤهم ويصاب عدد كبير من أبناء المنطقة وجلهم أطفال ونساء”.
كما أشار إلى “حالة تخبط كبيرة بين الأهالي، بسبب الإشاعات التي نشرها عملاء النظام في المنطقة عن نية النظام بقصف القرى الآمنة في المنطقة، والتي نزح إليها أهالي القرى المنكوبة”.
وأضاف أن “بعض العائلات حزمت أمتعتها وتوجهت باتجاه الحواجز، ولم تسمح لهم الحواجز بالعبور، وعادوا أدراجهم للقرى التي لا تتعرض للقصف”.