“المصالحات” تفرض واقعًا اقتصاديًا جديدًا على مناطق ريف دمشق

الحياة في قدسيا الثلاثاء 3 كانون الثاني (دمشق الآن فيس بوك)

camera iconالحياة في قدسيا الثلاثاء 3 كانون الثاني (دمشق الآن فيس بوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – مراد عبد الجليل

واقع اقتصادي جديد فرضته التسويات (المصالحات) السياسية التي جرت بين النظام وفصائل المعارضة السورية، في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، خاصة في ريف دمشق.

توافر المواد الأساسية والغذائية في بعض المناطق، واحتكار واستغلال وغلاء في الأسعار في بعضها الآخر، كان عنوان الوضع الاقتصادي الجديد في ريف دمشق، وخاصة في التل وقدسيا والهامة، وخان الشيح في الغوطة الغربية. فالنظام السوري والميليشيات الداعمة له حاصروا هذه المناطق اقتصاديًا لشهور طويلة، لمنع إدخال المواد الغذائية إليها، من أجل الضغط على الفصائل للتفاوض والخروج منها، وسط محاولات عسكرية للسيطرة عليها، ما أدى إلى قلة المواد وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.

التل.. احتكار واستغلال

مدينة التل عانت قبل “التسوية” من تحكم بعض المتعاونين مع حواجز النظام، واشترطت الحواجز آنذاك إدخال المواد الغذائية ومادة الغاز عن طريق المتعاونين، ودفع ضريبة 100 ليرة عن كل كيلو غرام يدخل إلى المدينة، وفق ما ذكرت صفحات إعلامية في مدينة التل.

لكن بعد التسوية، التي جرت في 2 كانون الأول الماضي، وعد النظام بفتح الطرقات تجاريًا وإدخال كافة المواد وإبعاد المتعاونين عن الواجهة.

صفوان الشيخ، وهو أحد مواطني التل، أكد لعنب بلدي أنه بالرغم من توفر المواد وتحسن الوضع الاقتصادي في المدينة بعد التسوية، بقي بعض المتعاونين مع النظام (أمثال أبو المنفوش) يتحكمون بها ويطلبون “أتاوات” عن كل كيلو يدخل إلى المدنية، خاصة الغذائيات والألبسة.

وأكد الشيخ أن الحواجز تمنع المواطنين من إدخال أي شيء، إضافة إلى منعهم لسيارات الخضار والمواد الغذائية الدخول “سوى عن طريق المنفوش ودفع أتاوة”، ما أدى إلى ازدياد أسعار المواد في المدينة عن المدن المجاورة والعاصمة بـ50 ليرة تقريبًا.

كلام الشيخ أكدته صفحة “جلسة صراحة تلية”، الناشطة في المدينة، وقالت إنه بعد التسوية وخروج المقاتلين توفرت المواد الغذائية بشكل كبير لكن بأسعار مرتفعة، أما مواد التدفئة “غاز ومازوت” نادرة جدًا وإن توفرت فأسعارها غالية جدًا.

ويبلغ سعر ليتر البنزين في مدينة التل بين 350 و400 ليرة، والمازوت 500 ليرة، والغاز 9000 آلاف فما فوق.

وأرجعت صفحات التل الإعلامية سبب الغلاء إلى تحكم “أبو أيمن المنفوش”، كونه المدخل الوحيد للبضائع، مؤكدة أن هناك دعوات من قبل شباب المدينة للتظاهر من أجل إبعاده وفتح الطرقات.

لجنة المصالحة توضح

لجنة التواصل والمصالحة في المدينة قالت عبر صفحتها في “فيس بوك”، 4 كانون الثاني، إنه عقب التسوية دخلت الأدوية إلى جميع الصيدليات، وفتح مخبز التل الآلي، الذي وفر مادة الخبز بشكل واضح في المدينة.

وأكدت أن أزمة الغاز والمازوت هي أزمة عامة على مستوى القطر وإدخال المواد إلى المدينة يحتاج أيامًا معدودة، دون أن تأتي على ذكر “المنفوش”، الذي كان متوقعًا أن ينتهي عمله بداية العام الجاري، بحسب الشيخ، لكن إلى الآن لم يحصل هذا الشيء.

قدسيا وخان الشيح أفضل

الأوضاع الاقتصادية في مدينتي قدسيا وخان الشيخ اللتين أجرتا تسوية مع النظام قبل أشهر، أفضل بكثير من مدينة التل.

مصادر لعنب بلدي في خان الشيح أكدت أن الوضع الاقتصادي في البلدة مقبول، في ظل توافر المواد الأساسية والغذائية، وسط غياب مؤسسات الدولة حتى الآن.

وأوضحت المصادر أن الأسعار قريبة إلى أسعار العاصمة دمشق، إذ يبلغ سعر كيلو السكر 350 ليرة، وكيلو الرز بين 350 إلى 600 بحسب الجودة، في حين يبلغ كيلو اللحمة ثلاثة آلاف ليرة للكيلو، وسعر أسطوانة الغاز ثلاثة آلاف.

وأشارت المصادر إلى أن الصعوبة تكمن في الخروج من المدينة، فالحواجز المنتشرة على أطراف البلدة لا تسمح لأحد بالخروج، إلا بتصريح تصدره المفرزة الأمنية الموجودة في البلدة، وخاصة الطلاب والتجار.

وإلى جانب ذلك فإن فلاحي الزيتون الذين يريدون نقل مواسمهم إلى المعاصر، عليهم الحصول على تصاريح أيضًا، كذلك الموظفون الذي يريدون قبض راتبهم.

أما قدسيا فقد شهدت تحسنًا في توفر المواد الغذائية والأساسية، بحسب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

النظام استطاع باستخدامه سلاح الحصار والتجويع ضد آلاف المدنيين دفعهم للقبول بشروطه والضغط على المقاتلين للخروج من المدن والبلدات القريبة من العاصمة، حتى وإن كانوا مؤيدين لهم بشكل ضمني، لكن كما قال الشيخ “الناس تعبت، وصار بدا بس تاكل”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة