بعد رحيل “أبو صياح”.. من بقي من أسرة “صح النوم”؟
“صح النوم” من أوائل الأعمال الفنية السورية التي دخلت البيوت العربية، بدون استئذان، عبر الشاشةِ الصغيرة بلونيها الأبيض والأسود، وطُبعت شخصياته، بحسها الفكاهي وأزيائها الفلكلورية، في ذاكرة المشاهد العربي.
تدور أحداث المسلسل في فندق “صح النوم” الواقع في حارة دمشقية سميت “كل مين إيدو إلو”، ويروي قصة حب غوار وحسني لصاحبة الفندق فطوم، والمقالب التي يقوم بها غوار بمساعدة صديقه أبو عنتر.
عُرض المسلسل عام 1972، لمخرجه ومنتجه خلدون المالح، وغيّب الموت الكثير من أبطاله منذ أعوام.
ترصد عنب بلدي هنا شخصيات “أوتيل صح النوم”:
غوار الطوشة “صاحب المقالب”
جسّد شخصيته الممثل دريد لحام، واشتهر بحبه لفطوم حيص بيص، صاحبة الفندق الذي يعمل فيه، والتي تحب “المثقف” حسني البورظان (نهاد قلعي).
وسعى غوار عبر المقالب، إلى تشويه سمعة حسني أمام فطوم، إلا أن جميع محاولاته فشلت بالحصول على قلبها.
وأصبحت شخصية غوار، رمزًا للمواطن السوري، الذي يسعى وراء لقمة العيش، وأداها دريد لحام في الكثير من الأعمال الفنية مثل: كاسك يا وطن، وغربة، وضيعة تشرين، وعرض فيها مشاكل السوريين موجهًا نقدًا لاذعًا للحكومة.
انخفضت شعبية لحام، صاحب الـ 82 عامًا، بعد الثورة السورية، بسبب تأييده لنظام الأسد ووقوفه في وجه انتفاضة الشعب.
واتهمه البعض بانفصامه عن شخصية غوار “الثائرة” التي طالبت بمنح “الكرامة” للمواطن السوري في مواقف عدة.
فطوم حيص بيص “العاشقة”
لعبت الممثلة نجاح حفيظ دور فطوم، واشتهرت بحبها لحسني البورظان، وكانت صاحبة ثروة ورثتها عن والديها، بالإضافة إلى الفندق الذي تديره بمساعدة خالها “أبو رياح”.
تنافس على حبها غوار وحسني، وبالرغم من ميلها إلى الأخير، انتهى المسلسل بزواجها الغير متوقع من صانعها ياسين بقوش.
وما تزال الفنانة نجاح على قيد الحياة، لكن لقاءاتها مع وسائل الإعلام وأدوارها الفنية تراجعت في الفترة الأخيرة.
أبو رياح
لعب الفنان محمد الشماط دور “أبو رياح”، وهو خال فطوم، ولعب أدوارًا عديدة بعدها آخرها “باب الحارة”.
وما يزال الفنان على قيد الحياة، إلا أنه تعرّض لأكثر من وعكة صحية، أبعدته عن العمل الفني قليلًا.
حسني البورظان “الموسيقي المثقف”
جسد شخصيته الممثل الراحل نهاد قلعي، وكان يعيش في إحدى غرف فندق “صح النوم”.
اشتهر حسني بشعبيته في حارة “كل مين إيدو إلو”، حتى أن الجميع يستشيرونه في المشاكل التي تواجههم كونه المثقف الوحيد في المسلسل.
ووقع حسني البورظان ضحية لمقالب غوار التي كادت تطيح بحبه لفطوم، إلا أن ذكاءه أنقذه في الكثير من المواقف.
توفي الفنان نهاد قلعي عام 1993، بعد أن تعرض لاعتداء من قبل ضابط في سرايا الدفاع، التابعة لرفعت الأسد آنذاك، والتي كان سببًا بانتكاساته المرضية ليقضي بقية عمره طريح الفراش.
ويرى نقاد الدراما أن قلعي لم يلق اهتمامًا من قبل المؤسسات الرسمية للنظام السوري، كحال عددٍ من الفنانين والأدباء، رغم أعماله التي ما زالت خالدة في أذهان السوريين.
أبو عنتر “المشكلجي”
أدى الفنان الراحل ناجي جبر شخصية أبو عنتر، التي أصبحت حكرًا عليه في العديد من الأعمال.
واشتهر في المسلسل بمساعدته لصديقه غوار في إعداد المقالب وتنفيذها، ودخل السجن عدة مرات بسبب افتعاله للمشاكل في الحارة وتشاجره مع حسني البورظان.
توفي الفنان ناجي جبر عام 2009 بعد صراع مع مرض السرطان، وبقيت شخصية “القبضاي” أبو عنتر خالدة في ذاكرة الأجيال على اختلافها.
بدري بيك (أبو كلبشة)
أدى الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي، دور رئيس المخفر بدري أبو كلبشة.
واشتهر بعبارة “أنا بدري بيك.. أنفي لا يخطئ”، وذلك أثناء كشفه لمقالب غوار وأبو عنتر.
اعترف النقاد والفنانون بريادة عبد اللطيف فتحي في مسيرة الفن السوري بالرغم من قلة أدواره، وتوفي عام 1986 عن عمر ناهز الـ 70 عامًا.
ياسين بقوش (ياسينو)
لعب الممثل ياسين بقوش شخصية ياسينو المحبوبة والتي حملت اسمه الحقيقي.
وعُرف بسذاجته في المسلسل الذي لعب فيه دور صانع في الفندق، وانتهى بزواجه من فطوم في ظروف غريبة.
توفي الفنان ياسين بقوش عام 2013، بعد استهداف سيارته بقذيفة هاون، وسط ترجيحات بأن مصدرها النظام السوري.
واعتقل عام 2012 بتهمة “الاستهزاء” بالسلطة، وسجن إثرها في عدرا ليفرج عنه بعد ثلاثة أشهر.
أبو صياح “قبضاي الحارة”
أدى الفنان الراحل رفيق سبيعي دور أبو صياح، صاحب حمام السوق في الحارة، اشتهر بزيه الفلكلوري الأصيل، وبحبه للخير وكرهه لمقالب غوار.
رافقته الشخصية في العديد من الأدوار، مثل: مقالب غوار وحمام الهنا، التي شاركه فيها غوار وحسني البورظان.
توفي الفنّان القدير رفيق سبيعي، أمس الخميس 5 كانون الأول، عن عمر ناهز 86 عامًا بعد مسيرة فنيّة طويلة، شكل خلالها أحد أعمدة الدراما السورية، في المسرح والتلفزيون والإذاعة والسينما.
يراهن العديد من النقاد والفنانين على أن شخصيات “صح النوم”، بالرغم من بساطتها، ستعيش أكثر من أصحابها، مطالبين صنّاع الدراما السورية بالرجوع إلى الزمن الجميل، بعد “الانهيار” الذي تشهده في الآونة الأخيرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :