فجّرت وفاة الفنان السوري رفيق سبيعي أزمة تعليقات، بين من نعاه وأكّد على قامته الفنية، وبين من رفض ذلك باعتباره مؤيدًا للنظام السوري.
وكان سبيعي توفي مساء أمس الخميس، عن عمر ناهز 86 عامًا في العاصمة دمشق، ويعتبر من الممثلين المخضرمين في سوريا، ويلقب بـ”فنان الشعب”.
وأثارت تعزية المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية، رياض نعسان أغا، ردود فعل غاضبة عند إعلاميين سوريين معارضين.
تعزية المتحدث كانت عبر حسابه في “فيس بوك”، إذ شارك منشورًا لابنه بشار سبيعي الذي عارض النظام السوري إلى جانب أخيه الراحل عمار سبيعي، على عكس والدهما.
وقدّم نعسان آغا تعازيه لـ “عائلة وأسرة الفنان السوري الكبير رفيق سبيعي”.
الإعلامي السوري المعارض غسان ياسين استنكر ما كتبه نعسان آغا، ووجه رسالةً عبر “فيس بوك” إلى الآغا “بعد إذنك أنت صاحب منصب في هيئة بتمثل الثورة، وبما أنك كنت مستشار إعلامي لحافظ الأسد، وبعدها وزير، ومن ثم سفير.. يعني بتفهم منيح بأصول الدبلوماسية، وشويعني كلمة مسؤولة من شخص مسؤول”.
وتساءل ياسين “كيف عم تعزي بواحد كان بوق للأسد وغنى أغنية قذرة جدًا في بداية الثورة.. أغنية هو كتب كلماتها يعني تشبيح عن سابق الإصرار”.
وأصدر الفنان سبيعي في نيسان 2013 أغنية تحت عنوان “نحنا جنودك يا بشار”، كتب كلماتها وغناها، محددًا موقفه إلى جانب النظام السوري، بعد عامين من اندلاع الثورة السورية.
وعلى الرغم من موقفه الثابت إلى جانب الأسد، إلا أن شريحة واسعة من السوريين المعارضين للنظام السوري ما زالت تقدّر شخصيته الفنية بغض النظر عن مواقفه السياسية.
غسان ياسين أكد أنه “ليس من الممكن أن نقبل من صاحب منصب في مؤسسة أن يكون لديه موقف غير ثوري وغير… رفيق سبيعي شبيح متلو متل زهير رمضان ودريد لحام.. كانوا دعاة قتل بشكل علني ووقح”.
وختم منشوره عبر صفحته الشخصية، بـ “تروك منصبك وساعتها فيك تترحم على حافظ الأسد إذا حابب”، موجهًا القول إلى المتحدث، الذي لم يصدر له أي رد حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وللجمهور السوري رأيان حول الفنانين والمثقفين الذين أبدوا مواقف سياسية واضحة، الأول ينظر إلى مهنيتهم الفنية بغض النظر عن مواقفهم.
والثاني يحمّلهم مسؤوليةً كونهم قادة رأي في المجتمع، ويبني مواقفه تجاههم من هذه المسؤولية.
ولم تقتصر نعوات الفنان الملقب بـ “أبو صياح” على الممثلين المؤيدين، بل نعاه فنانون معارضون للنظام أيضًا.
الفنانة يارا صبري التي وقفت في صفوف الثورة السورية منذ انطلاقتها الأولى، كانت أولى الفنانين المعارضين المعزّين بوفاة سبيعي، وكتبت عبر صفحتها في “فيس بوك”، “الله معك ياغالي.. ورح قلك متل كل مرة كنت شوفك فيها (بحبك كتير عمو رفيق)”.
السبيعي ولد في في حي البزورية بدمشق عام 1930، وعرف بلقب “فنان الشعب”، و”أبو صياح” عن دوره في مسلسل “صح النوم” المعروف بين السوريين.
ومن أبرز أعماله مسرحية أبطال بلدنا عام 1960، وفيلم “سفر برلك”، ومثّل في مسلسلات عدة أبرزها: “أهل الراية”، و”ليالي الصالحية”، و”أيام شامية”، و”الخشخاش”، و”حمام الهنا”، و”مقالب غوار”، وغيرها.