عنب بلدي – العدد 82 – الأحد 15-9-2013
اختار الائتلاف الوطني السوري أحمد الطعمة رئيسًا للحكومة المؤقتة خلال اجتماعه في اسطنبول يوم السبت 14 أيلول، ليخرج الطعمة بعدها إلى الإعلام في أول مؤتمر صحفي له صرح خلاله بأنه «ستقوم في سوريا جمهورية جديدة لكل السوريين لا مكان فيها للقتلة والمجرمين»، فيما خصص اليوم الثاني للتصويت على انضمام المجلس الوطني الكردي للائتلاف.
واختار الائتلاف طبيب الأسنان أحمد طعمة، رئيسًا للحكومة الموقتة، خلفًا لغسان هيتو الذي استقال في تموز الفائت قبل أن يقوم بتشكيل حكومته. وحصل الطعمة على تأييد 75 من أعضاء الائتلاف الـ97 خلال اجتماعهم في اسطنبول يوم السبت 14 أيلول، ليتعين عليه تشكيل حكومة مؤقتة تدير المناطق المحررة من نظام الأسد، بعد أن استمع الائتلاف لتصور –المرشح الوحيد- الشهر الماضي، ونقلت رويترز أن سليم إدريس رئيس هيئة أركان الجيش الحر لعب دورًا مؤثرًا في تعيين الطعمة من خلال تكتل يضم 15 عضوًا رغم أنه ليس من أعضاء الائتلاف، كما أن أحمد الجربا رئيس الائتلاف نشط أيضًا على ضمان مزيد من الأصوات للطعمة.
الطعمة من أبناء مدينة دير الزور، وهو أحد مؤسسي إعلان دمشق في 2005، واعتقل لمدة عامين ونصف مع 12 من زملائه ابتداءً من 2007، درس طب الأسنان في جامعة دمشق، معروف عنه ميله إلى النشاط السلمي واللاعنف، عزله نظام الأسد في 2009 بعد سنتين من الخطابة «خوفُا من أفكار تنويرية»، بالإضافة إلى رفضة الوقوف دقيقة صمت على روح باسل الأسد الذي قتل عام 1994، وفق ما نشره الطعمة عن نفسه في موقع الائتلاف.
وفي أول مؤتمر صحفي له قال رئيس الحكومة إن «الحكومة الانتقالية تأتي لخدمة أهالي سوريا، وأنها ستضع خطة استراتيجية لإدارة المرحلة المقبلة، حيث ستقوم بدعم الجيش الحر وتنظم المساعدات الإنسانية».
وأشار أحمد طعمة إلى أنه «أمامنا واجبات عاجلة أولها وقف القتل والتدمير والعدوان»، مضيفًا علينا أن «نصبر لتحقيق الأهداف الكبرى للثورة السورية»، وأضاف «ستقوم في سوريا جمهورية جديدة لكل السوريين لا مكان فيها للقتلة والمجرمين»، مؤكدًا أنه «لن يكون في سوريا الجديدة أي حرمان لأي طرف من الحقوق المدنية».
ويخصص اليوم الثاني للاجتماع لمناقشة انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف، وعلمت «الشرق الأوسط» أن أعضاء الهيئة السياسية للائتلاف التي اجتمعت أمس وقبله في إسطنبول، قد وافقت على انضمام المجلس الكردي إلى الائتلاف بغالبية 18 صوتًا مقابل صوت واحد للمعارض كمال اللبواني الذي صوت منفردًا ضده.
واتهم اللبواني أعضاء الائتلاف ورئيسه أحمد الجربا، بالخضوع للإملاءات الأميركية فيما يخص مسألة الاتفاق على انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف المعارض، وأكد لـ “الشرق الأوسط» أن المجلس الوطني الكردي يطالب بحق الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي كشعب، أي مجموعة سكان تقطن على مساحة جغرافية محددة لها حق تقرير المصير، مما سيمهد لسيناريو الانفصال عن الوطن الأم سوريا. وقال اللبواني إن «الإدارة الأميركية تسعى إلى فرض النظام الفيدرالي على سوريا ومحاولة تقسيم البلاد كما حصل في العراق».
وكان الاجتماع الذي يعقده الائتلاف ليومين بدأ بهدف «مناقشة وتداول الاستحقاقات الهامة والمستعجلة على الصعد السياسية والعسكرية، وتدارس الخطط المتعلقة بملفات داخلية باتت هامة وملحة في الفترة الراهنة» وفق بيان صادر عن الائتلاف.