من أقصى اليمين في قناة الجزيرة القطرية إلى أقصى اليسار في القصر الجمهوري كمستشارة إعلامية لبشار الأسد، انتقلت الإعلامية السورية لونا الشبل، محدثةً بلبلة في الإعلام السوري على مدى خمس سنوات.
لمع اسم لونا الشبل بعد انتقالها من التلفزيون السوري إلى قناة الجزيرة عام 2003، واستطاعت عبر تغطياتها الإخبارية ولقاءاتها مع كبار المسؤولين أن تلفت الأنظار إليها.
إلا أن استقالتها من العمل في الجزيرة وسط ظروف غامضة بعد سبع سنوات من الخدمة، أثار الشكوك حولها، خاصةً بعد تحولها إلى مدافعةٍ شرسةٍ عن نظام الأسد، موجهةً تهمة “خيانة الأمانة الصحفية” لقناة الجزيرة.
وركزت وسائل الإعلام على اسم لونا في اليومين الماضيين، بعد انتشار خبر طرد أسماء الأسد، زوجة رأس النظام السوري، للإعلامية الموالية له، من القصر الرئاسي.
ووسط غياب الروايات الرسمية، أكد إعلاميون وناشطون سوريون، من بينهم فيصل قاسم ولؤي المقداد، أن الشبل طُردت من عملها كمستشارة إعلامية منذ أكثر من شهر، مؤكدين أن أسماء الأسد أصدرت تعميمًا للدوائر الحكومية بمنع التعامل معها وتقديم التسهيلات لها.
وانتشرت إشاعات وروايات على مواقع التواصل الاجتماعي عن سبب طرد إعلامية لطالما أبدت “وفاءها” و”وطنيتها” للنظام السوري، على مدى ست سنوات من الثورة الشعبية، وعزا البعض السبب إلى “غيرة” زوجة الأسد منها.
فيما أرجع آخرون السبب إلى أمر الشبل بإغلاق القناة الأولى وإذاعة صوت الشعب، الأمر الذي لاقى موجة غضب من قبل إعلاميين ومواطنين سوريين.
على المقلب الآخر، اعتبر بعض المحللين إن ما يحصل محاولةٌ لإيقاع وسائل إعلام المعارضة بفخٍ، تعود بعده الشبل إلى منصبٍ رفيعٍ في أروقة النظام السوري.
تصدرت لونا الوفد الرسمي السوري المشارك في مؤتمر “جنيف 2″، عام 2014، الذي جمع المعارضة السورية بالنظام، وأكدت على عدم وجود “مقاتلين معتدلين” في سوريا.
وصرحت بعد المؤتمر “لا تقلقوا الرئيس باقٍ وسيترشح لولايةٍ ثانية، ولا يستطيع أحد تغيير هذا الواقع بما في ذلك الولايات المتحدة.. وسنبقى في المؤتمر حتى يملّ الآخرون وينصرفوا من حيث جاؤوا”.
إلا أن وسائل الإعلام انتقدت لونا التي كانت تجلس خلف وزير الخارجية وليد المعلم، بسبب ضحكاتها أثناء المؤتمر، وعندما سُئلت عن السبب قالت “كنت أضحك على كيفية إجبار الحكومة السورية لأربعين دولة على حسن الإصغاء طيلة نصف ساعة أو أكثر”.
وأضافت ” ضحكت أيضًا على كيري حين كان يضع يديه على خديه مثل العاجز.. وضحكت على رأس هيثم المالح المضمد بالشاش وهو يجلس خلف الجربا (الجربا والمالح كانا من بين الوفد الممثل للمعارضة)، كأن أحدًا ضربه قبل دخوله المؤتمر”.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر طرد الإعلامية “الوفية” بسخرية عارمة، بعضهم طلب منها العودة لقناة الجزيرة، والآخر توقع انضمامها للمعارضة السورية.
وكتب محمد الأطرش عبر صفحته في “فيس بوك”، “عادي، كم يوم بتعمل حزب وبتنضم للمعارضة”.
وعلّق ذو الفقار على خبر طردها بسخرية، طالبًا منها العودة إلى قناة الجزيرة لجلب المزيد من الفلوس، وكتب عبر صفحته في “فيس بوك”، “ارجعي الى قطر وجيبي فلوس، شلون صرتي مذيعة، وشيلك من أسماء لا تنافسيها على الأجدب”.
تزوجت الشبل (41 عامًا) من زمليها في قناة الجزيرة، اللبناني سامي كليب، الذي حذا حذوها في انتقاله للعمل بقناة الميادين، الموالية للأسد.
وبعد انفصالها عنه تزوجت من رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، عمار ساعاتي، الذي عُرف بـ “تشبيحه” ضد طلاب سوريا المعارضين.