لعنتا لبنان.. حجّاج حمص وزلمة بشار
مراجعة ليث الزعبي
في عهد الوصاية السورية أصبح لبنان أقلّ من محافظة سورية يُحكم من “فيّلا” ببلدة عنجر، من قِبَلِ قائدٍ أمنيٍّ يمتّع بصلاحيّات واسعة يُعيّن فيها مَن يشاء رئيسًا للجمهورية أو نائبًا أو وزيرًا، ولكن كيف وصلت “دولة” لبنان إلى هذا الحال ؟ هذا ما يُجيب عنه الصحفي حسن صبرا في كتابه “لعنتا لبنان”.
يستعرض الكتاب جرائم نظام الأسد الأب في لبنان منذ بداية الحرب الأهلية في العام 1975، مرورًا باتفاق الطائف وصولًا إلى الانسحاب السوري في 2005 ثم تفجيرات لبنان 2012.
ويستهل الكاتب مقدّمته بالحديث عن صفقة سورية-اسرائيلية- أمريكية، أُعطيت بموجبها سوريا الضوء الأخضر للوصاية على لبنان مقابل طرد المقاومة الفلسطينية (انسحبت من بيروت عام 1982)، ثم يتحدث عن فرض حافظ الأسد التجربة السورية على لبنان من خلال إنشاء فرع “الأمن والاستطلاع” الذي ألحقه بالمخابرات العسكرية.
“لعنتا لبنان”، هذا ما وصف به حسن صبرا كلًا من اللواء غازي كنعان قائد فرع الأمن والاستطلاع، وخَلَفه رُستم غزالي.
“حجّاج حمص” كما أسماه السوريون، إنّه غازي كنعان مواليد بحمرا بريف القرداحة، برز اسمه عام 1983 بعد مجزرة ارتكبها بحمص ورُقّي إثرها وعُيّن في لبنان، ليبدأ مسيرة عنوانها الإرهاب الأسدي والقتل المزاجي والاغتيال السياسي والنهب المالي وسحق كل صوت معارض للوجود السوري العسكري والأمني في لبنان، ليُصبَح نسخة مصغّرة من حافظ الأسد. كنعان الذي اغتاله النظام عام 2005 ورفض لفّ جثمانه بالعلم السوري رغم كل ما قدّمه من خدمات له.
ثم خلفه اللواء رستم غزالي “زلمة بشار”، الذي لم يَحِدْ عن درب سلفه واستمر بمسلسل الإجرام والمضايقات والاغتيالات، لعل أبرزها اغتيال رفيق الحريري وسمير قصير وجورج حاوي.
ويستطرد صبرا بالحديث عن أدواتهم من لبنانيين “مخبرين ومتعاونين”، ومن الملفت أنَّ جميع من بقي من هؤلاء حيًّا وقف ضد انتفاضة الشعب السوري. واختتم صبرا الكتاب ببعض الوقائع السوداء من حكم استخبارات الأسد، وقائمة بأسماء أبرز من اغتالهم النظام السوري منذ العام 1975 حتى العام 2012، ويذكّر صبرا بأسماء معتقلين عند نظام الأسد إلى يومنا هذا، بعضهم مُعتقل منذ أكثر من 30 عامًا.
اقتباسات من الكتاب:
– لا يشفي غليل اللبنانيين إلّا ثورة السوريين ضد الأسرة الطاغوتية.
– اسم عنجر عند اللبنانيين يعادل اسم “سجن المزّة” لدى السوريين.
– كان كُلّ مخبر ملزمًا أن يكتب، حقيقةً أو افتراء.
– الكلمة أحيانًا أقوى من الرصاصة، وحيث أن هذا النظام لا يجيد الكلام فهو يتقن تمامًا إطلاق الرصاص، لكنه سيظل غائبًا لا يشفي غليله لأن الكلمة ستظل هي الرابحة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :