عنب بلدي – العدد 82 – الأحد 15-9-2013
في الوقت الذي تتذبذب فيه المواقف الدولية إزاء احتمال قيام الولايات المتحدة الأمريكية بضرب النظام السوري على خلفية استخدامه للغاز الكيماوي في غوطة دمشق، تتجه أسعار النفط العالمية صعودًا بالرغم من حصة سوريا من الإنتاج النفطي في السوق العالمية قليل. فما هي أهمية سوريا في هذا السوق؟ وماهي أسباب هذا الارتفاع؟.
تكمن أهمية سوريا في السوق النفطية في مجاورتها لعدد من أكبر الدول النفطية إنتاجًا في العالم، وكذلك قربها من ممرات النفظ وخطوط نقله، فمضيق هرمز، الواقع في الخليج العربي، يمر عبره حوالي 17 مليون برميل من النفط يوميًا، كما أن قناة السويس وخط أنابيب “سوميد” يمر من خلالهما 3.8 مليون برميل من النفط يوميًا. وترى الدول الغربية أن سوريا لن تستهدف هذه الممرات في حال تم توجيه ضربة عسكريا لها، ولكن البعض يتخوف من أن تلجأ دول أخرى أو جهات معينة إلى تعطيلها كرد على أي ضربة عسكرية ضد سوريا.
وفي هذا الصدد قال الخبير النفطي ورئيس مركز الأفق للدراسات خالد بودي إن «ارتفاع أسعار النفط خلال الأيام الماضية كان بسبب اقتراب الحرب واحتمالية توجيه الضربة لسوريا»، وأشار إلى أنه مع بداية الضربة العسكرية سيزيد سعر البرميل بنحو 10 دولارات فقط طالما أنها بقيت داخل الأراضي السورية، ليصل سعر البرميل في الأسواق العالمية إلى حدود 125 دولار، أما اذا ما امتدت إلى دول مجاورة لسوريا فإن إمدادات النفط سوف تتأثر بشكل كبير، وبالتالي ستقفز الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة .
وقد شهدت أسعار النفط يوم الجمعة ارتفاعات في البورصات العالمية، حيث سجل سعر العقود الآجلة لخام برنت إلى 112.63 دولار للبرميل، وزاد سعر عقود الخام الأمريكي الخفيف إلى 108.60 دولار للبرميل، ويتوقع خبراء كويتيون ارتفاع هذه الأسعار في حال تمت الضربة الأمريكية لتقفز إلى 200 دولار للبرميل الواحد.
ويذكر أن أسواق النفط تشهد ارتفاعات كبيرة في أوقات الأزمات، فعلى سبيل المثال قامت منظمة الدول العربية المصدرة للنفط «أوبك»، بوقف الإمدادات إلى الولايات المتحدة وحلفائها بعد انطلاق حرب أكتوبر عام 1973 مما ساهم في تضاعف الأسعار 4 مرات. وفي أغسطس من عام 1990، ساهمت حرب الخليج في مضاعفة أسعار النفط 100% خلال 3 أشهر. أما في عام 2006، خلال ما عرف بحرب تموز بين إسرائيل ولبنان، تذبذبت أسعار النفط في نطاق ضيق وسط مخاوف من امتداد التوترات إلى دول مجاورة.