أكد وزير الإعلام في حكومة النظام السوري، محمد رامز ترجمان، قرار إغلاق القناة الأولى وإذاعة صوت الشعب، وذلك لـ “ضغط النفقات، وترشيد الاستهلاك، ودمج الكفاءات في مكان واحد مع الفضائية السورية”.
وكان عدد من الإعلاميين العاملين في مؤسسات سورية محلية توقعوا أمس الثلاثاء، أن تغلق وزارة الإعلام القناة الأولى في التلفزيون السوري، وإذاعة صوت الشعب، رغبة من وزارة الإعلام في ضبط النفقات.
كلام الوزير جاء اليوم، الأربعاء 4 كانون الأول، خلال مقابلة مع إذاعة “سوريانا”، وأكد من خلالها أن “الإعلام له رسالة إن لم يستطع تأديتها فهناك خلل”.
وأضاف “نبحث عن قنوات إعلامية تخصصية ونوعية، وأي وسيلة إعلامية لا تحقق المطلوب منها سيتم إغلاقها”.
واعتبر الوزير أن “كادر إذاعة صوت الشعب متميز وسيعمل في إطار محطة تحمل اسم إذاعة دمشق وصوت الشعب”.
وكانت وزارة الإعلام أغلقت قناة “تلاقي”، و”قناة الشرق الأوسط” التي تبث عبر الإنترنت، في أيلول من العام الماضي، معتبرةً أن الهدف من إغلاق القناتين هو ضبط النفقات.
إلا أن عدد من الإعلاميين اعتبروا أن سبب الإغلاق يعود لمستوى أدائها المتردي، إذ اقتصرت على عاملين دخلوا إليها بـ “تزكيتهم من أصحاب النفوذ في النظام”.
موظفوا الإذاعة يردون
وواجه قرار الإغلاق معارضة كبيرة من قبل إعلاميين نافذين من جهة، وموظفي القناة والإذاعة من جهة أخرى.
فأصدر العاملون في إذاعة “صوت الشعب”، على خلفية القرار، بيانًا قرروا من خلاله “تقديم البرامج مجانًا، على أن يتم الإبقاء على إذاعة صوت الشعب تغطي وجع السوريين وتنقل آلامهم”.
مضر مسعود مدير أخبار صوت الشعب، علق على قرار الوزارة، متسائلًا عن “المعايير التي استند إليها التقييم والدمج برغم أن الوزير الترجمان شهد بكفاءتها”.
وأضاف “تكلفة برنامج تلفزيوني يغطي تكلفة عدد كبير من البرامج الإذاعية، فالمعيار المالي لإغلاق صوت الشعب غير منطقي أو مبرر”.
إلا أن ترجمان أشار إلى أن “هناك فائضًا في المؤسسات الإعلامية… هناك مكلفون من دوائر إعلامية أخرى وهناك من هم في إجازات دون راتب، فهل من مشكلة إن تم الاستغناء عنهم؟”.
واستنكر عدد من الإعلاميين والمخرجين القرار، إذ اعتبر المخرج في الفضائية السورية، طارق عجيب، أن هذا القرار هو “تمامًا كقرار الطبيب أن يقتل كل مريض عنده لا يعرف كيف يعالجه، فالمشكلة في الإدارات المتعاقبة التي يتكرس فشلها إدارةً تلو أخرى”.
وختم ترجمان مقابلته مع الإذاعة قوله للعاملين في صوت الشعب والقناة الأولى، أنهم “في العقل والروح لكن الظروف هي من حكمت ولا تخافوا المستقبل”، مخيرًا باقي الوسائل الإعلامية “الكرة في ملعبكم، إما للتألق وإلا الإغلاق”.
وتعتبر القناة الأولى في التلفزيون السوري الرسمي، من أولى القنوات وأقدمها، إذ بدأت بثها عام 1960.
بينما تم إطلاق إذاعة صوت الشعب سنة 1978 لتكون إذاعة تهتم بالشأن المحلي.
ويفتقر الإعلام الرسمي السوري لمقومات النجاح الإعلامي، بحسب محلّلين وخبراء إعلام، نظرًا لترهّل الهيكل الإداري الذي يوضع على أساس سياسي، بغض النظر عن الخبرات العملية والنظرية.
وقد وقعت هذه الوسائل بعددٍ من المغالطات، خلال السنوات الماضية، ما جعلها في مواجهة انتقادات حادّة حتى من قبل المؤيدين للرواية الرسمية.