المعارضة تعلّق مفاوضات أستانة.. كيف قبلت الدخول فيها بدايةً؟

الناطق باسم الوفد المفاوض أسامة أبو زيد_(انترنت)

camera iconالناطق باسم الوفد المفاوض أسامة أبو زيد_(انترنت)

tag icon ع ع ع

أصدرت فصائل المعارضة السورية مساء أمس الاثنين، بيانًا أعلنت فيه تجميد أي محادثات لها علاقة بالمفاوضات المفترض عقدها في أستانة منتصف الشهر الجاري، حتى تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عليه في أنقرة، وتوقف النظام السوري عن خروقاته المستمرة للهدنة.

وأضاف البيان أن فصائل “الحر” علقت كل المشاورات المرتبطة بمفاوضات أستانة، وكذلك جمّدت كل اللقاءات المرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حتى تتوقف خروقات النظام.

ولم يلتزم النظام السوري باتفاق وقف إطلاق النار منذ الإعلان عنه، إذ استمر قصف قرى وادي بردى، والغوطة الشرقية، وريفي حلب الغربي والجنوبي بحجة وجود مقاتلين لـ”جبهة النصرة” داخلها.

ويعتبر النظام السوري أن الجبهة “مستثناة من الاتفاق”، لكنّ المعارضة تقول إنه لا فصيل مستثنى في مناطقها، وهذا ما وقعت عليه في أنقرة.

لماذا قبلت المعارضة بفكرة المفاوضات؟

أسئلة كثيرة طرحتها شخصيات سياسية، عن السبب الذي دفع هذه الفصائل للقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات مع “العدو الأكبر” (الروسي والإيراني) أولًا، خاصة بعد عدة تشكيكات وتخوينات أطلقتها هذه الفصائل ضد كل من ينوي المفاوضات مع الدولتين.

المحلل السياسي ماجد كيالي كتب في صحيفة الحياة اللندنية اليوم، واضعًا العديد من الأسئلة التي باتت موضع شك في الآونة الأخيرة التي تبعت الحديث عن مفاوضات أستانة.

وتساءل المحلل “كيف حلّلت فصائل المعارضة العسكرية لنفسها إجراء مفاوضات مع الطرف الروسي، بل وقبول الاتفاق المطروح عليها، والمشوب بالغموض، في حين كانت تحرّم ذلك على غيرها وتوجه ضده الاتهامات والتشكيكات؟”.

وأضاف أنه “على أي أسـاس ستذهب هذه الفصائل إلى مؤتمر الأستانة لمفاوضة وفد النظام وهي التي كانت ترفض ذلك جملة وتفصيلًا؟ فهل تملك المؤهلات لذلك؟ ثم ماذا عن الائتلاف الوطني، و الهيئة العليا للمفاوضات، التي تتمثل فيها هذه الفصائل، مع الخبرات والإجماعات التي باتت تستحوذ عليها تلك الهيئة سوريًا ودوليًا؟”.

مصالح دولية تتحكم بالأطراف

الرضوخ إلى المفاوضات الجارية، حدّده محللون بـ “تضاؤل مكانة الطرفين المتصارعين، أي النظام والمعارضة، لصالح الأطراف الخارجية، وارتهانهما لها، خصوصًا لروسيا وتركيا في هذه المرحلة”، وهذا يؤكد افتقاد الثورة السورية إلى كيان سياسي جمعي وفاعل، إزاء السوريين وإزاء العالم، وهو “الأمر الذي ظل المعنيون يستخفون به، ولا يشتغلون على تجاوزه”، بحسب كيالي.

كما تشتغل أيضًا “الدول المساندة للثورة السورية وفقًا لمصالحها، وأولوياتها، وهو من حقها الطبيعي، لكنها لا تراعي حساسيات السوريين، ولا تأخذ في اعتبارها الكيانات القائمة، لا السياسية ولا العسكرية ولا المدنية”.

وأشار آخرون أن فكرة هذه المفاوضات جاءت من أن “روسيا تحاول الاتكاء على حليف الأمر الواقع الجديد وهي تركيا، لموازنة المشهد دبلوماسيًا مع الحليف اللدود إيران، إذ بدأت أولى أعمالها باستصدار بيان موسكو الثلاثي الذي تبعه وقف إطلاق النار المجمد حاليًا، بعد نجاحها في حلب بتدميرها وتهجير سكانها تمهيدًا لحل سياسي بين السوريين أنفسهم.

ضعف المعارضة وتفتتها دفعها للمفاوضات

وتعود مشاركة فصائل المعارضة في مفاوضات برعاية روسية- تركية إلى ضعفها وتفتّتها، إضافةً إلى ارتهانها للدولة الداعمة الأساسية تركيا من جميع النواحي العسكرية والمادية والسياسية، بحسب ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

عدا عن ذلك فإن كيالي يرى أن المعارضة السورية، في وضعها الراهن، وفي ظل المعطيات الدولية والإقليمية والعربية غير المواتية، لا يمكنها أن تظهر كمن يشتغل على إجهاض أي اتفاق لوقف القتال والقصف والتشريد، بل أن تبدو معنية بإظهار نفسها ممثلًا لكل السوريين، بتأكيد حرصها على وقف الصراع الدامي والمدمر، خصوصًا أن النظام وحلفاءه هم من يتحكمون بذلك.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة