لم يتراجع جورج أورويل عن كتابة رواية “1984” رغم إصابته بالسل، واستغرقت منه كتابتها عامي 1947، و1948، مستلهمًا أفكارها مما كان يجري حينها من تقسيم للعالم إلى مناطق نفوذ.
واستخدم عنوانًا يلخّص كل ما أراد قوله فيها: فعام 1984 ليس ببعيد عن تاريخ كتابة الرواية (1948)، وإن استمرّت سياسة الاستبداد بالتوسع، فإن أورويل يستقرأ بروايته الخيالية شديدة التشاؤم أحداثًا يراها آتية لا محالة.
تصنّف الرواية ضمن أدب الخيال السياسي، أو الديستوبيا، واحتلت مراتب متقدمة في عدة قوائم لأفضل الروايات العالمية، تُرجمت لـ 62 لغة من بينها العربية، وجوبهت بالمنع منذ صدورها وحتى اليوم في دول عديدة.
تقع أحداث الرواية في أوشينيا، واحدة من ثلاث دول عظمى اقتسمت العالم بعد حرب عالمية كبيرة، وينقسم الشعب في أوشينيا إلى طبقات ثلاث، طبقة الأقلية الحاكمة وتشكّل 2% من السكان، الحزب الخارجي ويشكّل 13% من السكان، الطبقة الدنيا أو البروليتاريا وتشكّل 85% من السكان الأميين.
أما عن بطل الرواية فهو وينستون سميث، عضو في الحزب الخارجي وعامل في وزارة الحقيقة، والتي تتولى مهمّة تعديل الوثائق التاريخية لتحقيق التوافق بين الماضي وبين مواقف الحزب المتغيّرة، ومحو أي إشارة لأشخاص قتلتهم السلطة وترغب في مسح وجودهم من التاريخ والذاكرة.
يعيش سميث في مجتمع خاضع لسلطة “الأخ الكبير”، والذي يمثل الحزب الحاكم.
الأخ الكبير يراقب دومًا، السكان تحت سلطته نسخٌ من بعضهم البعض، حيواتهم متشابهة حد التطابق، ولا مجال للتفرّد أو الخروج عن نمط الحياة المحدد بدقة، مواعيد النوم واليقظة، طبيعة الطعام، شكل المساكن وشاشات المراقبة المنتشرة في كل مكان، جرائم الفكر التي يعاقب مرتكبها بالإعدام.
رغم كل هذا القمع، والشلل المنظم، يحلم سميث بالثورة على الأخ الكبير، بعيدًا عن شاشات المراقبة والعيون المتلصصة، فهل يتحقق له ذلك؟
اقتباسات:
لا يمكن الاحتفاظ بالسلطة إلى الأبد إلا عبر التوفيق بين المتناقضات.
إذا لم يكن من المرغوب فيه أن يكون لدى عامة الشعب وعي سياسي قوي، فكل ما هو مطلوب منهم وطنية بدائية يمكن اللجوء إليها حينما يستلزم الأمر.