أثار بيان فتوى تحضّ على ضرورة الاندماج بين فصائل الشمال، لـ 16 شيخًا وشرعيًا، السبت 31 كانون الأول، ردود أفعال متباينة بين مرحب ومعارض لها، إلا أنها احتوت أسماء موقعين لا علم لهم بها.
الفتوى التي اجتهد الداعية السعودي، عبد الله المحيسني، في إعدادها ونشرها عبر معرّفاته في وسائل التواصل الاجتماعي، وقع عليها 16 شخصًا، أبرزهم “المحيسني، المصري أبو الفتح الفرغلي، عبد الرزاق مهدي، أبو محمد الصادق، وأبو الطاهر الحموي..، وآخرين”.
إلا أنها احتوت أسماء شخصيات، قالوا إنهم لا علم لهم بها، ومنهم حسام الأطرش (شرعي حركة نور الدين زنكي)، وعلي سعيدو، وعمر رمضان، وفق ما أوضح الأطرش في حسابه على “تويتر”.
أولا: نؤكد أنه لم يستشر أحد من طلبة العلم (علي سعيدو-حسام أطرش-عمر رمضان) بالبيان الشرعي الصادر و لم يستأذنهم أحد بإدراج أسمائهم بالبيان
— حسام ابراهيم أطرش (@hosamatrash) ٣١ ديسمبر، ٢٠١٦
تشير الفتوى إلى ضرورة الإسراع في الاندماج بين فصائل “حركة أحرار الشام”، و”جبهة فتح الشام”، و”حركة نور الدين زنكي”، و”أجناد الشام”، و”الحزب الإسلامي التركستاني”، و”لواء الحق”، و”أنصار الدين”.
وتؤكد على أن الاندماج أصبح ضروريًا للحفاظ على ثورة “الشام”، لـ “استجلاب النصر ودفع المخاطر”، يكون له جسم سياسي “منضبط بضوابط الشرع”، ويحقق طموحات السوريين، وفق ما جاء في البيان.
لبيب النحاس، رئيس المكتب السياسي في “أحرار الشام”، كان له رأي مخالف حول ما جاء، معتبرًا أنه “من الغريب استعمال فتاوى لفرض اندماج تم نقده لأسباب موضوعية وواقعية، وليس لأسباب شرعية. كلنا مع توحيد الصف”.
وأضاف في تغريدات مساء أمس على “تويتر”، “الدين ليس مطية ليقوم البعض بفرض مشاريعهم بطاغوت الكهنوتية وبالتغلب، هذه ثورة شعب مسلم ولن نسمح بخطفها أو تدميرها كما فعلوا في ساحات أخرى”.
من الغريب استعمال فتاوى لفرض اندماج تم نقده لاسباب موضوعية وواقعية وليس لأسباب شرعية. كلنا مع توحيد الصف#الدين_ليس_مطية#لا_لشرعنة_التغلب
— لبيب النحاس (@LabibAlNahhas) ٣١ ديسمبر، ٢٠١٦
الشرعي المصري في الحركة “أبو الفتح الفرغلي”، والذي ينتمي حاليًا إلى معسكر هاشم الشيخ (أبو جابر)، المقرب من “فتح الشام” والضاغط باتجاه الاندماج معها، رد على النحاس بتغريدة جاء فيها “من يجادل في تحقيق مناط فتوى الاندماج فله وجهة، أما من يجادل في أساسها العلمي فمدلس أو لم يشم رائحة العلم”.
من يجادل في تحقيق مناط فتوى #الاندماج فله وجهة
أما من يجادل في أساسها العلمي
فمدلس أو لم يشم رائحة العلم#أؤيد_فتوى_أهل_العلم_في_الشام— أبو الفتح الفرغلي (@abdullahalmntsr) ١ يناير، ٢٠١٧
ووفقًا لعلومات خاصة حصلت عليها عنب بلدي قبل أيام، فإن مبررات المعسكر الرافض للاندماج مع “فتح الشام” وباقي الفصائل، تستند إلى ضرورة أن يسير الاندماج بخطوات أكثر دقة وتخطيطًا للقضاء على “ثقافة التغلب”، أي بمعنى “لا فرق بين أي فصيل مهما كانت قوته”.
كذلك فإن المعترضين على الاندماج يرون بوجوب إظهار “فتح الشام” خطوات انفتاح على الساحة والثورة السورية أكثر جرأة، ليكون الاندماج حقيقيًا يتفرع منه مكتب سياسي قادر على مخاطبة أصدقاء الثورة السورية وحلفاء النظام، وهيئة شرطية وقضائية قادرة على إدارة المناطق “المحررة”، وإدارة مدنية خالصة لها.
انشقاق داخلي في “أحرار الشام”، بين معسكري عمار العمر وهاشم الشيخ، ظهر بشكل واضح في تباين آراء قادة وشرعيي الحركة ذاتها بخصوص فتوى “الاندماج”، وهو ما قد يتطور لانقسم حقيقي يولد جسمًا ثانيًا قريبًا من “فتح الشام”.