ضجت وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري، منتصف ليل أمس السبت، بما أسمته “العمل الإرهابي” في مدينة طرطوس، والذي أدى إلى مقتل اثنين من عناصر الأمن على الكورنيش الساحلي.
الوسائل، ومن بينها موقع “روسيا اليوم”، ووكالتا “فارس” و”تسنيم” الإيرانيتين، نقلت الحادثة عن الإعلام الرسمي، وأوردت الخبر أن “هجومًا انتحاريًا في مدينة طرطوس السورية أسفر عن مقتل عنصرين من قوات الأمن”.
الصفحات المولية للنظام في مدينة طرطوس نفت اليوم ما ذكرته وسائل الإعلام، وقالت إنه لا وجود لأي عمل إرهابي في طرطوس، فالحادثة تتلخص بأن اثنين من عناصر المخابرات الجوية من حارة الجامع، انفجرت فيهما قنبلة وقتلتهما، وانفجرت السيارة التي كانا يستقلانها.
كما كذبت تصريحات محافظ طرطوس، صفوان أبو سعدي، الذي قالت الوسائل إنه قام بتفقد مكان “الاعتداء الإرهابي”، وأكد أن “يقظة الجهات المختصة ومتابعتها الدائمة حالت دون وصول الإرهابيين الانتحاريين إلى أماكن مزدحمة وبالتالي إنقاذ أرواح المدنيين”.
وتساءلت صفحة “طرطوس اليوم”، “لماذا اختفى خبر التفجير في طرطوس من على شاشات التلفزيون في العاجل وفي الشريط الأخباري؟… لماذا لم يفصح عن أسماء الشهداء، ولازم أسماؤهم تكون معروفه بسهوله كونهم دورية؟”.
الوسائل التي نقلت الخبر، تناولته على أنه خرق من قبل فصائل المعارضة التي وقعت على وقف إطلاق النار في خلال اليومين الماضيين، داعيةً الأطراف الضامنة لتحمل مسؤولية هذا “الاعتداء الإرهابي”.
التعليقات على الصفحات الموالية استهزأت بالخبر الذي أوردته وسائل إعلام النظام، و”الانحطاط” الذي وصلت له، داعيةً لمحاسبة الجهة المسؤولة وراء هذه الأخبار الكاذبة.
في حين ذكر آخرون أن الأخبار الكاذبة انتشرت في الآونة الأخيرة في مدينة طرطوس، ومدن الساحل السوري، خاصة فيما يخص السيارات المفخخة والتفجيرات الإرهابية.
واتبعت وسائل إعلام النظام خلال سنوات الثورة السورية في سياستها الإعلامية، على نسب كل ما يحصل من تفجيرات وحوادث إطلاق النار وانفجارات، إلى “أعمال إرهابية” تنفذها فصائل المعارضة.
ووقعت عدة انفجارات في مدن الساحل، كان ورائها انتشار السلاح والقنابل بشكل عشوائي بين سكان المنطقة، واستخدامها في أغلب الأحيان للتفاخر وإظهار السلطة، بينما هزّ تفجيران جبلة واللاذقية العام الماضي نسبا إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”.