التكرار يجلب الملل، والروتين عدو الروح الإنسانيّة، لكنه يغدو أكثر بؤسًا عندما يتعلق الأمر بعالم الأفكار.. كم نشعر بالسآمة حقًا كلما سمعنا ذات الكلام الذي يتردّد في كلّ مكان، فالإنسان يريد دومًا أن يحيى بجدّة، في الأفكار، والسلوكيات، وحتى على مستوى الأشياء.
الكتاب الذي نقدمه هذا الأسبوع، يقول شيئًا مختلفًا عما اعتدنا عليه، فهو يستلهم من مقولة آينشتاين عنوانًا له «من غير المنطقي أن نفعل ذات الشيء، وبذات الطريقة، وأن نتوقع نتيجة مختلفة» ليقول: افعل شيئًا مختلفًا.
الكتاب خفيف وبسيط، لكنه بمحتوى جديد لمن لم يقرأ الكثير في التنمية البشريّة، ويعتبر مناسبًا لمن لا يعتبر نفسه قارئًا، عمومًا يمكن اعتباره كتاب المراهقين.
يتألف الكتاب من اثني عشر فصلًا، يتحدّث الأول عن ضرورة أن نولي معظم انتباهنا وتفكيرنا لما يمكننا عمل شيء تجاهه (دائرة التأثير)، لا ما نهتم به عموما (دائرة الاهتمام).
الفصل الثالث أسماه الخارطة، يتحدث عن التخطيط، وهو الفصل العمليّ في الكتاب، ويقدم نصائح وأفكار من واقع تجربة الكاتب.
وفي الفصل الخامس يتحدث المؤلف عن أهمية أن ننمي حاسة الملاحظة عندنا، لنكون واعين لأنفسنا ومجرى حياتنا وتصرفاتنا، لا أن تمضي الأيام ونحن لا ندري ما الذي نريده، وكيف نحققه، ومتى..
كما يتحدث عن «تغيير البيئة» في فصلٍ مستقل (تأثير الأصدقاء والمؤسسات على تفكير الإنسان وبالتالي سلوكه)، وعن الطموح في فصل آخر (عن خوفنا الدائم من التفكير في أهداف كبيرة)، كما أفرد لأهمية المثابرة والاستمرار فصلًا خاصًا.
الكتاب مليء بالعبارات المحفزّة والاقتباسات المفيدة، ومصمّم بطريقة جاذبة للبصر، وبمحتوى نصيّ صغير نسبيًا، كما ربط أفكاره السابقة بمبادئ ونصوص من القرآن والسنّة.
وهو من تأليف عبد الله العبد الغني، كاتب ومحاضر في التنمية البشريّة، ومن تقديم الدكتور طارق السويدان.
“الشيء الوحيد الذي لن تصل إليه: هو الذي لم تبدأ به بعد”
عبد الله علي العبد الغني