أطفال سوريون عرفهم العالم عام 2016
ساهم الأطفال السوريون في نقل معاناة الشعب السوري إلى العالم، على مرّ أعوام الثورة السورية، واستطاعوا أن يحرّكوا ضمائر الشعوب، والمنظمات الإنسانية، والحكومات أيضًا، وإن كان هذا التأثّر مؤقتًا أو مرهونًا بتصريحات صحفية، أو بيانات إدانة وتعاطف، إلا أنّهم وثّقوا في حالات مختلفة، ما عايشه الشعب السوري، سواءً في ظل الحرب وتحت القصف، أو في بلاد المهجر.
وخلال عام 2016، ضجّت وسائل الإعلام العالمية، بأسماء أطفال سوريين، كانوا ضحايا العنف والقصف، أو حملوا رسائل في التحدي، وألهموا العالم بقدرة على تحويل المأساة إلى نجاحات حقيقية، سبقت أعمارهم، وكسرت المألوف عن أجيال الحروب.
الطفل عمران
بات اسم الطفل عمران ذو الأربعة أعوام، الذي ظهر مذهولًا عقب قصف تعرّض له منزل في مدينة حلب، معروفًا في العالم بأسره، وتحوّل إلى أيقونة تجسّد معاناة الأطفال السوريين.
وتمكّن أحد المصورين الصحفيين، من التقاط صورة لعمران، وهو في إحدى سيارات الإسعاف، بتاريخ 17 آب 2016، إذ ظهر عمران مضرجًا بالدماء والغبار، إلّا أنه لم يصرخ أو يبكِ بل ظل صامتًا ينظر إلى عدسات التصوير دون تعابير.
كبرى الصحف العالمية، نشرت صورة عمران على أغلفتها في اليوم التالي لانتشار الصورة، وتوالت التعليقات التي أشارت إلى وحشية النظام السوري، في استهداف منازل المدنيين وقصفها بشكل متعمّد.
كما أحرج اسم عمران، رئيس النظام السوري، حين سأله أحد الصحفيين الأوروبيين، إذا ما كان يعرف الطفل عمران، فأجاب الأسد أنّ “الصورة ملفّقة”، لتناقضه زوجته في لقاء آخر، وتؤكّد صحة الصورة، معتبرةً إياها أمرًا طبيعيًا يمكن أن يحدث عند استهداف أماكن تجمعات “الإرهابيين”.
بانة العابد
تمكّنت الطفلةK التي لم تتجاوز من العمر سبعة أعوام، أن تحشد تضامنًا عالميًا واسعًا مع سكان مدينة حلب، من خلال التغريدات التي نشرتها باللغة الإنكليزية، على موقع “تويتر”.
وداومت بانة على نشر التغريدات والفيديوهات المسجلة باللغة الإنكليزية، على مدى ثلاثة أشهر من حصار المدينة، وحصدت نحو 350 ألف متابع، من ضمنهم شخصيات عالمية، فنية وإعلامية وسياسية أيضًا.
وتفاعلت مؤلفة سلسلة روايات “هاري بوتر” الشهيرة، مع بانة، وعبرت عن تضامنها معها، بإهدائها نسخة إلكترونية من كتبها للطفلة، بينما غرّد لها وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عندما استنجدت به إثر اشتداد القصف.
شهرة بانة، وإسهامها في نشر معاناة الشعب الحلبي خلال الحصار، دفع الإعلام إلى البحث عنها بعد التسوية التي أفضت إلى إفراغ مدينة حلب من سكانها وتسليمها للنظام، كما حصلت على إذن خاص للدخول مع عائلتها إلى تركيا، واستقبلها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في قصره الرئاسي، في العاصمة التركية، أنقرة.
يسرى مارديني
حققت مارديني، 17 عامًا، شهرة واسعة، بعد وصولها إلى الألعاب الأولمبية التي أقيمت الصيف الماضي، في العاصمة البرازيلية، ريو دي جانيرو، كسباحة ضمن منتخب اللاجئين.
وكانت قصة اللجوء التي حملت مارديني، إلى الألعاب الأولمبية، ألهمت وسائل الإعلام العالمية، التي تسابقت إلى إجراء المقابلات مع يسرى، التي خرجت من سوريا الصيف الماضي، وانتقلت إلى تركيا لتهاجر برفقة شقيقتها ومجموعة من اللاجئين عبر البحر، حيث تمكنت من إنقاذ قاربهم الذي كان على وشك الغرق، وسبحت إلى الشواطئ اليونانية وهي تسحب القارب مع شقيقتها.
وتلقت مارديني، عروضًا من شركات عالمية لتجسيد قصّتها على شكل فيلم، وإحدى هذه العروض كان من هوليوود، حسبما أشارت في لقاء مع صحيفة “بيلد” الألمانية.
عبدالله عيسى
عرف الطفل عبد الله عيسى، بعد قتله على يد مجموعة من مقاتلي فصيل “نور الدين الزنكي”، لاتهامه بالقتال إلى جانب ميليشيا لواء “القدس” التابع للنظام السوري، الأمر الذي لقي إدانة واسعة في صفوف المعارضة السورية، والعالم، ودفع الحركة إلى تعيين لجنة قضائية مستقلة للتحقيق بالحادثة.
وتداولت وسائل إعلام، أن الطفل يبلغ من العمر 13 عامًا، وهو فلسطيني من سكان مدينة حمص، ومجنّد ضمن صفوف لواء “القدس”.
وحرّكت الحادثة موجة من ردود الأفعال الغضبة، من جهات مختلفة، وأصدرت سفارة فلسطين في سوريا بيان إدانة، أكّدت أنّ مثل هذه الأفعال “تهدد الوجود الفلسطيني في سوريا”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :