غرّد مدير العلاقات الخارجية السياسة في حركة “أحرار الشام الإسلامية”، لبيب النحاس، سلسلة من التغريدات عبر حسابه الشخصي في “تويتر” مساء الاثنين 26 كانون الأول، وردّ عشرات المغردين على ما تحدث به.
واعتبر النحاس في تغريداته أن الثورة على مفترق طرق، وأن قرارات الفصائل في الأيام المقبلة، “ستحدد إن كنا سنسير على طريق الخلاص أم الهلاك، فهامش الخطأ والتجربة انتهى”.
الاندماج ومؤامرات في الخفاء
مدير العلاقات الخارجية في الحركة تحدث عن “مؤامرات في الخفاء لتدمير الساحة واستهداف من يرفض الاندماج المصمم على مقاس البعض”، على حد وصفه، مشيرًا إلى أن ذلك “قصور في النظر وأطماع شخصية تدفع البعض لخيارات مدمرة”.
كلام النحاس يأتي حول اندماج يجري التشاور عليه، بين الفصائل الكبرى في الشمال السوري، وأبرزها “أحرار الشام”، وجبهة “فتح الشام”، إلا أن معظم الفصائل ترفض الاندماج مع “فتح الشام”، في ظل ممارساتها تجاه الفصائل في المنطقة.
وتكررت حوادث اعتقال وخطف عناصر من “فتح الشام” في الأيام الماضية، وكان آخرها اختطاف عنصرين من لواء “صقور الجبل”، في بلدة كنصفرة في ريف إدلب الجنوبي.
وقال قائده حسن حاج علي الخيرية لعنب بلدي، أمس، إن السبب يعود “لأننا نقاتل ضمن عمليات درع الفرات”.
بعض تغريدات النحاس جاءت مع وسم “العقول المعلبة”، معتبرًا أن “الاندماج الصحيح لا يبنى على فتاوى معلبة من شرعيين معلبين، تتوعد المعارض بالعقاب الإلهي وتحرم المخالف من الجنة، فلا كهنوتية في الإسلام”.
7/17 الاندماج الصحيح لا يبنى على #فتاوى_معلبة من #شرعيين_معلبين تتوعد المعارض بالعقاب الإلهي وتحرم المخالف من الجنة. لا كهنوتية في الاسلام.
— لبيب النحاس (@LabibAlNahhas) December 26, 2016
ووصف “تهافت واستشراس بعض الأطراف لتحقيق مشروعها بأي ثمن”، بأنها “خطيرة وانتحارية”، مردفًا “إدخال عناصر داعشية إلى إدلب، تطور في غاية الخطورة، وسيكون له تداعيات كارثية إذا لم يتحرك العقلاء من جميع الأطراف بمن فيهم فتح الشام”، في إشارة إلى العناصر الذين ينفذون الاعتقالات وحوادث الخطف.
ويرى النحاس أنه يجب “ألا نُخير بين الذوبان في مشروع إيديولوجي حاد أو مواجهة الاستقطاب فالخيارات أوسع من ذلك”، مشيرًا إلى أن ذلك “يتسبب بزيادة عزلة الثورة”.
كما تحدث عن فشل “الجبهة الإسلامية” في وقت سابق “رغم التقارب الكبير بين الجميع والعلاقات الأخوية واللحظة الثورية المواتية، فما بالكم باندماج مشبع بالتناقضات”.
مغردون يردون
سيل من التغريدات جاءت تعليقًا على الوسم الجديد (العقول المعلبة)، وتساءل أحدهم في “تويتر”، “يا شيخ لبيب لماذا لا تتكلمون على المكشوف وتسموا الفصائل صاحبة العقول المعلبة؟”.
ياشيخ لبيب بارك الله فيك
سؤال من أبنك الصغير
تتحملني جزاك الله خير
س.لماذا لاتتكلمون على المكشوف وتسموا الفصائل صاحبة “العقول المعلبة” ؟؟ https://t.co/AfLXO8WvpQ— متحدث مسلم (@JhffdMksdd) December 26, 2016
بينما وجه آخر سؤالًا مستهجنًا تغريدات النحاس، وكتب “سؤال لزعيم العقول غير المعلبة، هل لبيب النحاس معصوم عن الخطأ و رأيه بدرجة الوحي المنزل؟”.
في حين وصف جملة من المغردين كلام النحاس بأنه “تبرير وتلميع لشخصه”، موجهين اللوم للحركة بأنها منقسمة بين أنصار علي العمر (أبو عمار تفتناز) قائدها الحالي، وقائد “جيش الأحرار” الذي شُكّل ضمنها مؤخرًا بقيادة هاشم الشيخ (أبو جابر).
يرى مدير العلاقات الخارجية في الحركة أن الاندماج الصحيح “لا يكون بتعطيل غرف العمليات وإلحاق الضرر بكامل الساحة لإجبار الآخرين على الخضوع”، مؤكدًا أن التأني لا يعني تعطيل الأمر، بل يجب الاعتبار من أخطاء الماضي، وقراءة الواقع بدقة”.
وفي ظل محاولات التفاوض مع “فتح الشام”، تحت مسمى “الهيئة الإسلامية السورية”، تجري مفاوضات حول تشكيل كيان تحت راية “الجيش الحر”، وقال يوسف حمود، عضو مجلس قيادة جبهة “أهل الشام”، في حديث سابق إلى عنب بلدي، إن الفصائل لم ترفض الاندماج مع “فتح الشام”، بل طالبت بأن يكون المشروع وطنيًا يضم كل فصائل الثورة، تحت علم الجيش الحر.