عنب بلدي – خاص
بعد هدوء نسبي شهدته منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي، عاد التصعيد العسكري من قبل قوات الأسد عليها، في خطوة لدفع المواطنين والعسكريين فيها إلى قبول الاتفاق والتسوية وإخلاء المنطقة كغيرها من مناطق ريف دمشق الغربي.
الطيران الحربي استهدف قرى المنطقة، بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، في 22 و23 كانون الأول الجاري، ما أدى إلى مقتل تسعة من المدنيين، إضافة إلى العديد من الجرحى، مع خروج مكاتب الدفاع المدني والهيئة الطبية في المنطقة بشكل كامل عن الخدمة.
وتحدثت عنب بلدي مع الناشط الإعلامي معاذ القلموني الموجود في المنطقة، وأفاد باستخدام قوات الأسد والميليشيات المساندة له كافة أنواع الأسلحة والقذائف على المنطقة على مدى يومين على التوالي، إذ بلغ عدد الغارات الجوية عشر غارات، إضافة إلى 26 برميلًا متفجرًا.
وحاولت عنب بلدي التواصل، في 24 كانون الأول، مع عدد من الناشطين في المنطقة إلا أن النظام السوري قطع شبكات الهاتف النقال، إضافة لتوقف المقسم المركزي في المنطقة وشبكات ””ADSL.
الصفحات الموالية للنظام السوري عبر وسائل التواصل الاجتماعي أقرّت بتدمير كل من المشفى الميداني والمركز الإعلامي للمنطقة، وقطع كافة أساليب التواصل، مروجة عدة إشاعات عن وصول عدة عروض من فصائل المعارضة داخل الوادي لتسوية أوضاعها وتسليمها لكافة المواقع التي تسيطر عليها حاليًا.
ونشرت تسجيلات مصورة تظهر القصف المباشر الذي تتعرض له المنطقة من قبل الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، معتبرةً أن قوات الأسد تتجهز للمرحلة الثانية من الحملة العسكرية.
في حين تحدث ناشطون في المنطقة عن استهداف الطيران الحربي والمروحي قرية عين الفيجة بمفردها بحوالي 60 غارة ألقى من خلالها براميل متفجرة، وأخرى محملة بالنابالم، وصواريخ فراغية على القرية ومنازل المدنيين ومسجدي القرية وطرقاتها.
وكان نصيب نبع عين الفيجة حوالي نصف الغارات، حيث سقط في منطقته أكثر من 40 برميلًا متفجرًا وصاروخًا فراغيًا وعشرات قذائف الهاون وآلاف طلقات الرشاشات.
تسبب ذلك بخروج نبع عين الفيجة عن الخدمة، وتلوث مياه النبع بالمازوت والزيت والبنزين وكمية كبيرة من الكلور عند انفجار المضخات، واختلاط موادها ومحروقات المولدات مع مياه النبع.
وكانت صفحات موالية للنظام السوري اتهمت الفصائل الموجودة في منطقة وادي بردى بتفجير النبع لقطع المياه عن سكان مدينة دمشق.
وبالتزامن مع الغارات الجوية والقصف المكثف على قرى الوادي، حاولت قوات الأسد، متمثلة بالحرس الجمهوري، اقتحام قرية بسيمة والتسلل إليها، وسعى مقاتلو “حزب الله” اللبناني إلى التقدم من ثكنة جبل هابيل باتجاه قرية الحسينية، إلا أن الفصائل في المنطقة تصدت لجميع المحاولات، ودارت اشتباكات بين الطرفين ما اضطر عناصر الحزب إلى التراجع.
منطقة وادي بردى كانت شهدت حصارًا استمر نحو خمسة أشهر، تسبب بتفاقم الأوضاع الإنسانية لآلاف العوائل فيها، قبل أن يعيد النظام السوري فتح الطرق إليها أواخر العام الفائت، في ظل هدنة تقضي بفتح خط بردى ومياه الفيجة للعاصمة دمشق.